Saturday, July 31, 2010

عشتار تتحدث عن نفسها


عشتار تتحدث عن نفسها (من كتاب لغز عشتار، لفراس السواح)

أنا الأول و أنا الآخر
أنا البغي و أنا القديسة
أنا الزوجة، و أنا العذراء
أنا الأم، و أنا الإبنة
أنا العاقر، و كثّر هم أبنائي
أنا في عُرس كبير و لم أتخذ زوجاً
أنا القابلة، و لم أنجب أحداً
و أنا سلوة أتعاب حَملي
أنا العروس و أنا العريس
و زوجي من أنجبني
أنا أم أبي، و أخت زوجي
وهو من نسلي

لولا تمرُّدها


لولا تحدّي حواء للإله، و طاعتها لعقلها

لولا كسرها التابو الذي وُضع لها

أكلت الثمرة..

تلك الثمرة المُحرّمة، الممنوعة بأمر الله

ثمرة المعرفة

أكلتها حواء

تمرُّداً و تفرُّداً

استكشاف اللذة..الألم

الخروج عن النص، نص الوصية الجوفاء

لو لم تتمرد حواء، لما عرفنا معنى الحياة...معنى الألم

الإنتظار

الإشتياق

الجوع

الشبع

العطش و الإرتواء

الشهوة .. الجنس

الحب

رفضت الحياة المُصمتة في جنة عدن

وإختارت الطريق الآخر

لم تتردد

أكل آدم بعدها بكامل إرادته عندما عرضت عليه

ثم باعها حين سائله الإله .. باعها كعادته في كل العصور

قال للإله: لا ذنب لي، تلك المرأة التي أعطيتني إياها جعلتني عاصٍ

فلعنها الله، و قال لها: رجُلِك يسود عليكي

ثم لعن الله العقل و جعله يزحف على الأرض

فلم تأبه حواء و قبلت نتيجة إختيارها

وغفرت لآدم

وأحيتنا جميعا

تلك التي قيل عنها ناقصة عقل

تلك التي التفحت بحكمة الكون... المُصوّرة على هيئة شيطان

حيّة

لولا حواء و تمرُّدها لما كُنّا و ما كانت الحياة


الأسطورة موجودة في أول ثلاثة إصحاحات من سفر التكوين في التوراة

مراد حسني

31 يوليو 2010

Friday, July 30, 2010

من قهر المرأة



كانت اليهودية تسمح بالطلاق، و لكن هناك حالتين كان الطلاق ممنوعاً في كلتيهما..

الحالة الأولى:
في سفر التثنية، الإصحاح الثاني و العشرين
إذا إتخذ رجل إمرأة، و حين دخل عليها، أبغضها، و أشاع عنها إسما رديّاً، و قال: هذه المرأة لما دنوت منها لم أجد لها عذرة (أي لم تكن عذراء). فيأخذ الفتاة أبوها و أمها و يخرجان علامة عذرتها إلى شيوخ المدينة إلى الباب (باب المدينة هو مكان تجمع الشيوخ و القضاة)، فيأخذ شيوخ تلك المدينة الرجل و يؤدبونه، و يغرمونه بمئة من الفضة يعطونها لأبي الفتاة، وتكون الفتاة له زوجة طوال أيام حياته لا يقدر أن يطلقها.


والحالة الثانية: (في نفس السفر و الإصحاح)
إذا وجد رجل فتاة عذراء غير مخطوبة، فأمسكها و إضطجح معها، و تم إكتشاف ما حدث، يُعطي الرجل خمسين من الفضة لأبي الفتاة ، ولأنه أذلها فتكون له زوجه لا يقدر أن يطلقها كل أيامه.

في الحالتين هناك عامل مُشترك، أن الشريعة أرادت أن تُعاقب الرجل، و لكنها لم تضع في الحُسبان أنها تقضي على حياة تلك المرأة إلى يوم مماتها
ففي الحالة الأولى، رجل أشارع كلام و سباب عن زوجته، و إتهمها بالخيانة و ما إلى ذلك، و فضحها في المدينة أمام الجميع،، فجاءت الشريعة لتجعل تلك المرأة، زوجة له طوال أيام حياته و حياتها، و هي لا حول لها ولا قوّة، فقد أُجبرتها الشريعة على الخضوع لهذا النذل طوال حياتها، بلا تقدير لمشاعرها ولا كرامتها في المدينة
وفي الحالة الثانية: رجل وجد الفتاة و أمسكها و إضطجع معها، و لمن لا يعرف لغه العهد القديم، فإن إضطجع معها أو عرفها تعني ممارسة الجنس، ولكن لاحظ كلمة أمسكها،، تدل على أنه مارس معها الجنس بالقوة، أي بإختصار: إغتصبها
فكيف تُعاقبه الشريعة إن كانت تلك الفتاة غير مخطوبة؟؟
تجعل الشريعة هذا الرجل يتزوج تلك الفتاة التي اغتصبها، ولا يقدر أن يُطلقها كل أيام حياته
أي أن الشريعة تُجبرها على أن تنظر كل يوم ، و طوال اليوم في وجه ذلك الكلب الذي إغتصبها يوما ما، و تحمل إسمه و تنجب منه و تخضع له
أضف إلى كل ذلك أنه كان مُجتمع يسمح بتعدد الزوجات، و ليس الأزواج
ففي النهاية الرجل لن يتضرر في شيء، فهو سيتزوج الفتاة في الحالة الأولى أو الثانية، و يمكنه أن يتزوج بجانبها مجموعة أخرى من الفتيات

أين فتاة الحالة الأولى و الحالة الثانية في الشريعة؟؟ عاملتهم الشريعة كما لو كن تماثيل من حجر، لا كرامة لهن ولا مشاعر ولا أي شيء
نظرت الشريعة للرجل فقط، و لم تنته بذلك إنها تدهس كيان الفتاة تحت أقدام الشيوخ و القضاة و ذلك الزوج الوضيع


ملحوظة: كلمة أمسك في العبرية هي: طَفَس، و معانيها المختلفة هي:
يأسر، يتلاعب، يمسك، يُفاجيء، يأخذ بالقوة
To manipulate, that is, seize; chiefly to capture, wield; specifically to overlay; figuratively to use unwarrantably: - catch, handle, (lay, take) hold (on, over), stop, X surely, surprise, take.


المراجع
العهد القديم، سفر التثنية
Strong’s Hebrew dictionary

مراد حسني 20 يونية 2010

المرأة النجسة



لم يجد الإنسان أنقى من الدم لكي يقدمه على المذبح، كقرابين، إلى الآلهة
وعندما رأى المرأة يخرج منها دماء إعتبر أن المرأة مُقدسة فهي تُقدم تلك القرابين بشكل دائم، لا إرادي
يخرج من رحمها الحياه
فإعتبرها مُقدسة بالطبيعة
توالت العصور فجاءت اليهودية تتكلم عن نجاسة المرأة مع التحفظ على مُصطلح نجاسة
اللفظ العبري في العهد القديم للنجاسة هو "توماه"Tumah ويعني إخلاء الروح
فهناك مجموعة من التحذيرات في العهد القديم التي تجعل الإنسان تامي (نجس) و هي:
1- ملامسة جسد ميت
2- بعد الولادة
3- فترة خروج دماء المرأة أثناء دورتها الشهرية
4- الإصابة بمرض كالبرص

المُشترك بين تلك الحالات الأربعة هو عدم وجود روح (أو الموت) رمزيا

فالجسد الميت يخلو من الروح
وبعد الولاده تكون المرأة حاملة روح بداخلها، و خرجت منها بمجرد الولادة
والثالثة تحدث للمرأة دلالة على إنها ليست حامله لطفل في أحشائها
والبرص يبدو فيه جسد الإنسان كميت

أي أن مفهوم النجاسة كان عن إخلاء الروح أو الموت

وتكمن المشاكل في الطقس الذي يخضع له الإنسان النجس (خالي الروح) أو التامي، حتى يتطهر، و سأهتم بما جاء عن المرأة في هذا الشأن في العهد القديم:
المرأة الطامث (أثناء دورتها الشهرية)
في سفر اللاويين، الإصحاح الخامس عشر، سأنقله بتصرف حتى يسهل فهمه لمن لا خلفية له بالعهد القديم:
تكون المرأة نجسة (خالية من الروح) سبعة أيام
كل من مسها أيضا يكون نجس
كل ما تنام عليه المرأة النجسة (التامي) تلك الفترة يكون نجس
وكل ما تجلس عليه تلك المرأة يكون نجس
كل من لمس فراش تلك المرأة يكون نجس إلى المساء (يغسل ثيابه و يستحم و يكون نجسا إلى المساء) وأيضا لو لمس ما تجلس عليه المرأة
وإن مارس رجل الجنس مع تلك المرأة يكون نجسا سبعة أيام
إذن فهذا حصار يُفرض على المرأة من شريعة الله، والسبب هو طبيعتها الجسمانية التي خلقها بها الله
لا يلمسها أي إنسان، لا تُمارس حياتها الزوجية بأي شكل من الأشكال، لا تتواصل مع أي شخص، ولا يجلس بجانبها أي شخص
فتكون منبوذة تماما

يتجلي هنا أثر السلطوية الذكورية على المرأة في تلك الفترة

فهم إلتزموا بما قالته الحضارات القديمة عن المرأة أثناء طمثها، إنها رمز للحياة، و لكنهم لم يتوقفوا عند هذا الحد
بل أضافوا أن المرأة الطامث يكون بها حياة، ولكن منزوعة منها
فتكون كالجسد الميت في هذه الفترة
ويتم عزلها عن المُحيط الإجتماعي حولها، فتكون المدفون في قبره، لا يُشاركه أحد فيما يرقد عليه، ولا يلمسه أحد ولا أي شيء
إرهاصات تنويرية من الحضارات القديمة (ما قبل الأديان الإبراهيمية) نراها بخصوص المرأة، و نستطيع إقتفاء آثر بعض منها في الكتب الدينية، ولكن بعد تجويف المفاهيم و تدميرها.
قد اكتب أكثر تفصيلا مرة أخرى
عن المرأة و النجاسة في التراث الإسلامي
وعن الكنيسة و نجاسة المرأة

المراجع:

Susan Handelman, Tumah And Taharah
Rabbi Lauren Berkun Eichler , Life ,Death, and Impurity
Ovadia Yossef, Laws Of Niddah

Babylonian Talmud , Tractate Niddah

سفر اللاويين، الإصحاح الخامس عشر، العهد القديم

مراد حسني

6 يونيو 2010

تحلل أجساد ضحايا نجع حمادي



إن حدث موقف يخيف الإنسان، و إن طال هذا الموقف، ثم إنتهي، يكتشف الإنسان إن خوفه من الموقف، إنفصل عن الموقف،،
بمعنى، أنه أصبح خائفا، حتى بعد إنحسار الموقف و إختفاءه
إنفصل السبب عن النتيجة، و بقت النتيجة
وهذا هو ما دعاني لأكتب هذه التدوينة السريعة، حتى لا يختفي السبب، و تبقى نتيجة الشائعة...

إنتشر في الأيام الماضية تصوير فيديو لفتح مقابر من تم قتلهم غدرا في نجع حمادي ليلة العيد، 6 يناير 2010 و جاء في الفيديو صور أجساد لم تتحلل بعد، و تلازم شرح بجانب الفيديو يقول: هذا التصوير بعد شهور من دفن تلك الأجساد، و المفاجأة إنها كاملة

ها هو الفيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=kG2dQnDqrwo

وبعد أن تشاهده كاملا، شاهد الآتي::

تعليق والد الشاب أبانوب ضمن ضحايا نجع حمادي على الفيديو:

http://www.youtube.com/watch?v=ti3jeEAcEZc


ثم تعليق الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي على الفيديو:

http://www.youtube.com/watch?v=AlvjXlV4rRo


ستجد أن كل من والد أبانوب، و الأنبا كيرلس يؤكدان أن المقابر لم يفتحها أي شخص، و لم يكن هناك أي تصوير، و إنها مُغلقة منذ يوم 7 يناير 2010، و الفيديو الذي إنتشر على الإنترنت هو فيديو ليوم الدفن ، و ليس بعد الدفن بشهور

و ستلاحظ بكل بساطة أن الفيديو لا يحمل تاريخا أثناء تصويره على الشاشة

كتبت هذه التدوينة لكي نسجل ما حدث في تلك الفترة و نضيفه إلى محاولات نشر الشائعات ذات الأغراض الوعظية الإيمانية، بلا إعتماد على الحقيقة، ولا الأدلة المنطقية ولا أي شيء

أولها كان الوراق
وثانيها كان عدم تحلل أجساد ضحايا نجع حمادي

في النهاية أقدم تحية إلى عم كمال والد الطفل أبانوب، أصغر ضحية في نجع حمادي

لأن هذا الرجل لم يؤكد الكذب، بل قال الصدق للناس حتى لو كان سيصدمهم
أكد أن هذا الفيديو هو فيديو كاذب، ولم يتم تصوير أي شيء من قريب ولا من بعيد بعد دفن الأجساد
تحيه لهذا الرجل الصادق

وأقول لمن نشر الفيديو: توقف عن الإتجار بتضحيات و قضايا الناس، فما تفعله تصرف وضيع بحق من تدّعي عليهم الحقيقة، و بحق المعرفة


في تدوينة قادمة سأكتب تحليل علمي لظاهرة عدم تحلل بعض الأجساد في مختلف أنحاء العالم حتى بعد دفنها بسنوات

إنتهي

مراد حسني

28 يونية 2010

الطوفان و فلك نوح....و لكن؟



قصة الطوفان، و الفلك الذي بناه نوح،، ومصدرها الأصلي....ملحمة جلجامش
الشخصيات في هذا الجزء:
أوتنابشتيم: الموازي لنوح
جلجامش: بطل الملحمة
بقية الأسماء هي أسماء لآلهة، أو لمدن
والنص المذكور هنا، ورد في اللوح الحادي عشر من ألواح الملحمة

للوح الحادي عشر

العمود الأول:
فقال له جلجامش، قال لأوتنابشتيم: (أنظر إليك يا أوتنابشتيم. شكلك عادي وأراك مثلي. قد صورك لي جناني بطلاً على أهبة القتال، ولكن ها أنت مضطجع على جنبك أو قفاك. فقل لي، كيف صرت مع الآلهة ونلت الحياة؟) فقال له أوتنابشتيم، قال لجلجامش: ((جلجامش، سأكشف لك أمراً خبيئاً، وأطلعك على سر من أسرار الآلهة. شوريباك، مدينة أنت تعرفها، ترقد على ضفة نهر الفرات. لقد شاخت المدينة، والآلهة فيها. فحدثتهم نفوسهم، الآلهة العظام، أن يرسلوا طوفاناً. كان هناك، آنو، أبوهم. وإنليل المحارب، مستشارهم. وتنورتا، مساعدهم وإينوجي، ناظر قنواتهم وننجيكو – إيا، كان حاضراً أيضاً. فنقل (إيا) حديثهم إلى كوخ القصب: ((كوخ القصب، ياكوخ القصب، جدار يا جدار. إنصت ياكوخ القصب، وتفكر يا جدار. رجل شوربياك، يا ابن أوبارا – توتو. قوض بيتك وابن سفينة، اترك مملكتك، وانقذ حياتك، اهجر متاعك، وانقذ نفسك، احمل في السفينة بذرة كل مخلوق حي. والسفينة التي أنت بانيها، ستأتي وفق قياس مضبوط، فيتساوى طولها وعرضها. ثم غطها، كما هي المياه السفلى)). فلما تمليت القول، قلت لربي إيا: رويدك سيدي، إن ما أمرت به سيلقى الخضوع والتنفيذ. ولكن كيف أجيب (تساؤلات) المدينة والناس والأعيان؟)) فتح إيا فمه وقال، متوجهاً بالحديث إلى، أنا خادمة: ((إليك ما سوف تقوله لهم: لقد علمت أن إنليل يكرهني، وعلي بعد الآن مفارقة مدينتكم، وألا أدير وجهي نحو أرض إنليل. ولذا، فإني لهابط إلى الأبسو، فأعيش مع سيدي إيا، 42- الذي سيمطر عليكم (من بعدي) خيرات وافرة: طيوراً (من أفضلها) وأسماكاً (من أندرها). (ولسوف تمتلئ الأرض) بغلال الحصاد. وعند الغسق، رب العاصفة سيرسل مطراً من القمح ينزل عليكم

العمود الثاني:
وما أن لاحت تباشير الصباح، حتى تجمع الناس حولي. (أسطر مشوهة) جلب الأطفال لي القار، وجلب لي الكبار كل ما يلزم. في اليوم الخامس أنهيت هيكلها. كانت مساحة سطحها إيكو واحداً. ومائة وعشرون ذراعاً ارتفاع الواحد من جدرانها. أنهيت شكلها الخارجي وأكملته. ستة طوابق صنعت فيها. (وبذا) قسمتها إلى سبعة (أجزاء)، وقسمت الأرضيات إلى تسعة، وثبت على جوانبها مصدات المياه. زودتها بالمجاذيف وخزنت فيها المؤن. سكبت في الفرن ست وزنات من القار، وست وزنات من الأسفلت. ثلاث وزنات من الزيت آتى بها حملة السلال. واحدة استهلكها نقع مصدات المياه، واثنتان قام ملاح السفينة بخزنهما. ذبحت للناس عجولاً، ورحت أنحر الخراف كل يوم. عصيراً، وخمراً أحمر، وزيتاً، وخمراً أبيض، بذلت للصناع فشربوا كما من ماء نهر. احتلفوا كما في عيد رأس السنة. (....) الدهون، غمست يدي. (في اليوم السابع) أكملت السفينة. (إنزالها في الماء) كان صعباً....... من فوق ومن تحت. (حتى غاص في الماء) ثلثاها. كل ما املك حملت إليها. كل ما أملك من فضة، حملت إليها. كل ما أملك من ذهب، حملت إليها. كل ما استطعت من بذور كل شيء حي، حملت إليها. وبعد أن أدخلت إليها كل أهلي وأقاربي، وطرائد البرية ووحوشها، وأصحاب الحرف. حدد لي شمش وقتاً معيناً: ((عندما يرسل سيد العاصفة (حدد) مطراً مدمراً في المساء، ادخل الفلك وأغلق عليك بابك)). حل الموعد المضروب. في المساء، أرسل سيد العاصفة مطراً مدمراً. (قلبت وجهي في السماء) أراقب الطقس، كان الجو مرعباً لناظره. دخلت السفينة وأغلقت علي بابي. أسلمت قيادها للملاح بوزو- آموري. أسلمته الهيكل العظيم بكل ما فيه.

العمود الثالث:
وما أن لاحت تباشير الصباح، حتى علت الأفق غيمة كبيرة سوداء، يججلجل في وسطها صوت حدد، يسبقها شوللات وخانيش؛ نذيران عبر السهول والبطاح. إقتلع اريجال الدعائم، ثم أتى تنورتا وفتح السدود. رفع الأنوناكي مشاعلهم عالياً. حتى أضاء وهجها الأرض. بلغت ثورة حدد تخوم السماء، أحالت كل نور إلى ظلمة، والأرض (الفسيحة) قد تحطمت (كما الجرة) - (ثارت) العاصفة يوماً كاملاً. تزايدت سرعاتها حتى (غمرت الجبال). أتت على (الناس)، (حصدتهم) كما الحرب. عمي الأخ عن أخيه، وبات أهل السماء لا يرون الأ{ض. حتى الآلهة ذعرت من هول الطوفان، هرب جميعهم صعداً نحو سماء آنو. ربضوا عند الجدار الخارجي، ككلاب مرتعدة. صرخت عشتار كامرأة في المخاض. ناحت سيدة الآلهة، ذات الصوت العذب: ((لقد آلت إلى طين تلك الأيام القديمة، لأني نطقت بالشر في مجمع الآلهة. فكيف نطقت بالشر في مجمع الآلهة؟ كيف أمرت بالحرب تحصد شعبي، تدمر من أعطيتهم، أنا، الميلاد؟ وهاهم يملأون البحر كصغار السمك)) بكى معها آلهة الأنوناكي. تهالكوا وانحنوا يبكون، وقد حجبوا أفواههم (بأيديهم). ستة أيام وست ليال، الرياح تهب، والعاصفة وسيول المطر تطغى على الأرض. ومع حلول اليوم السابع، العاصفة والطوفان، التي داهمت كجيش، خفت شدتها. هدأ البحر وسكنت العاصفة وتراجع الطوفان. فتحت الكوة، فسقط النور على وجهي. نظرت إلى البحر، كان الهدوء شاملاً. لقد آل البشر إلى طين. كان الـ.. بمحاذاة السقف. تهالكت، انحنيت أبكي، وقد أغرقت الدموع وجهي. ثم تطلعت في كل الاتجاهات متطلعاً حدود البحر. على بعد اثنتي عشرة ساعة مضاعفة، انبثقت قطع من اليابسة. واستقرت السفينة على جبل نصير. جبل نصير، أمسك بالسفينة، منع حركتها. أمسك الجبل بالسفينة، منع حركتها، يوماً وثانياً. أمسك الجبل بالسفينة، منع حركتها، يوماُ ثالثاً، ورابعاً، أمسك الجبل بالسفينة، منع حركتها، يوماً خامساً وسادساً. وعندما حل اليوم السابع.

العمود الرابع:
أتيت بحمامة وأطلقتها. طارت الحمامة بعيداُ ثم عادت إلي. لم تجد مستقراً فعادت. ثم أتيت بسنونو وأطلقته، طار السنونو بعيداً ثم عاد إلي. لم يجد مستقراً فعاد. أتيت بغراب وأطلقته. طار الغراب بعيداً. فلما رأى الماء قد انحسر، حام وحط وأكل، ولم يعد. فأطلقت (الجميع نحو الجهات الأربع، وقدمت أضحية. سكبت خمر القربان على قمة الجبل. وضعت سبعة قدور وسبعة أخر. جمعت تحتها القصب الحلو وخشب الأرز والآس. كي تشم الآلهة الرائحة. شمت الآلهة الرائحة الذكية، فتجمعت على الأضحية كالذباب.


تحياتي
مراد حسني
22 يونية 2010

نظرة الكنيسة للزواج،، الكوميديا الإنسانية



معلومات عن الزواج في المسيحية:
المسيحية تمدح البتولية أكثر من الزواج (الرسالة الأولى إلى كورنثوس، الإصحاح السابع)، و أذكر منها على سبيل المثال تلك الأعداد:
خير للرجل أن لا يمس إمرأة، لكن خوفا من الزنى، فليكن لكل رجل إمرأته، و لكل إمرأة رجلها (1 كورنثوس 7: 1-2)
هل أنت غير مرتبط بزوجة؟ إذن لا تطلب زوجة، لكن إن تزوجت فأنت لم تخطيء. (1كورنثوس 7: 27-28)

فيتم بذلك الزواج إن لم يتمكن الرجل من التحكم في غريزته البشرية و حاجته الجنسية، و كذلك المرأة

فماذا عن الزيجة الثانية؟؟
إن توفى الزوج أو الزوجة، فيجوز للطرف الآخر أن يتزوج مرة أخرى، و لكن جاء في قوانين الكنيسة:: أما الزيجة الثانية، فدون الأولى ولهذا رُسم في القوانين ألا يكون لها بركة إكليل، و لكن صلاة إستغفار.
أي أن هذا الزواج يندرج تحت بند الخطايا، و إلا فلم صلاة الإستغفار؟
ومن آباء الكنيسة على سبيل المثال، يقول أبيفانيوس أسقف سلاميس:
يمكن السماح بالزواج من إمرأة ثانية، بعد وفاة الزوجة الأولى، على أن الرجل الذي يكتفي بزيجة واحده يُعد أفضل و أولى كرامة.
ويقول أمبروسيوس أسقف ميلان:
نحن لا نمنع الزيجة الثانية ولكننا لا ننصح بها

وماذا عن الثالثة؟
جاء في الدسقولية (تعاليم الرسل المسيحية):
الزيجة الثالثة هي علامة الغواية
وفي قوانين باسيليوس الكبير في القرن الرابع جاء:
إننا نحسب الزيجة الثالثة عاراً في الكنيسة، ولكننا لا نحكم حكما جازما ضد من يعقدها، فهي أفضل من الزنى في الخفاء.
أفضل من الزنى في الخفاء؟ لم يقل أفضل من الزنى، و لكن الزنى في الخفاء، أي أنه يعتبرها درجة من درجات الزنى، ولكن لإنه في العلن فإنه أفضل من الخفاء.

ماذا عن بعد الزيجة الثالثة؟
جاء في الدسقولية:
إن أكثر من الزيجة الثالثة هو علامة على الزنا الظاهر، و النجاسة التي لا تذكر

وجاء في قوانين إبن العسال:
من جسر على أن يصير إلى التزويج الرابع الذي ليس هو تزويجا، فلا يُحتسب مثل هذا زواجا، ولا المولودين منه بنين مختصين يعرفون، ويلقى في عقاب المتدنسين بأوساخ الزنا.


فكيف نخاطب عقليات بهذا التدني مطالبين إياهم بالتطور و تزويج المطلقين، و عدم النظر لمن يريد الزواج عن طريق القانون فقط بلا كنيسة بأنه مُهرطق و نجس و زنديق؟؟

مراد حسني
21 يونية 2010

مشوهون


شخصية الإنسان، هي إنتاج تراكمي لما يحياه منذ يوم ميلاده
ما يقرأه، ما يفهمه، ما يراه، ما يسمعه
في البدء يكون إنعكاسا لشخصيات المحيطين به، فيلتقط رأيا من والده
نظرة من والدته
ضحكة من أخيه،، أشياء من هذا القبيل
وبعد فترة عندما تتسع مداركه، و تتزايد خبراته، يكون كما الإناء الذي إمتلأ ، ليفيض ما داخلة إلى خارجه
فيتكون له رأياً، إتجاه فكري، إستجابات و ردود أفعال معينة
و من النادر أن تقابل إثنين لها نفس الشخصية.
أما حالنا في الشرق الأوسط، له سيناريو آخر
يبدأ الإنسان في النضوج، فلا يتركون شخصيته لتتكون في داخله، بل يعطونة قالبا جاهزا،، سيناريو جاهز، لكي ينتهجه كاملا
فتجد الشخص يحاول "تأييف" هذا القالب لكي يناسبه، ولكن هيهات
فيعيش طوال حياته مرتديا هذا الرداء، ويعتقد إنه تطبع عليه، و لكن في الحقيقة هذا الرداء لم و ين يتناسب معه
فتجد تصرفات الشخص أصبحت مُشوهة
لأن هذا المنهج لم يكن من إنتاجه، فهو لا يعرف ردود الأفعال التلقائية التي تصدر من هذا المنهج
تجده يقف مشدوها أمام القضايا، لا يعرف كيف يبت فيها، لإن عقله لم يعمل منذ الصغر، بل كان يعيش ليدرب نفسه لكي يصبح مجرد إنعكاس
وليس إنسان
فيلجأ لغيره ليفكر له
لرجل الدين، للقائد السياسي
فهو لم يعد قادرا على تكوين رأيا في قضية معينة
أصبح شخصا مُشوها، لا يعرف من هو
لا يعرف ماذا يريد، و ماذا يفعل
لا يعرف هل ما يحدث صحيح أم خاطيء
لا يعرف هل هذا حلال أم حرام، و لماذا؟
لقد حددت الاحاديث للإنسان كيف يعيش يومه كاملا، فهذه الأحاديث تتغذى على شخصية الإنسان، لتقوم بإنبات إنعكاس لما بها بدلا من الإنسان
فتجد أمامك آلة ميكانيكية، لم تعد تشعر، ولا تُفكر ولا ولا ولا
تجدها تُجبرك أن تأخذ مواقف معينة من طبقات و فئات معينة، حتى لو لم تكن مقتنعا بها
(على ضوء أحداث نجع حمادي، وجدت مسلمين كثيرين، فرحين بما حدث، لأنهم قتلوا الإنسان بداخلهم، لم يعد يتأثر بالمحيط الخارجي لكي ينحت الإنسان في داخله
بل يمثل السيناريو الجاهز)
إكسر حصارك
حطم القفص و من بعده القيود و إنطلق
إنطلق لتبحث عنك في داخلك، في أعماقك
ومزق هذا السيناريو الذي شوّهك
فأنت الإنسان
الإنسان أولا،،، يليه أي شيء

تلك الخواطر لا تُهاجم الدين
ولكنها نقد ذاتي، للإنسان المُشوه الناتج منها

مراد حسني

عن المرأة


أفكار متشابكة و مختلطة عن المرأة، سأدونها بلا ترتيب..
أتكلم عن المنطقة العربية في هذا المقال، و قد تتواجد مواقف مشابهة لما أقوله في بلاد غير عربية، و لكن لأسباب أخرى، غير تلك التي في شرقنا الأوسط

تعدد الزوجات في ثقافة العرب

الراعي يدخل على الأرض، بقطيع أغنامه، ليستنزف ما بها من موارد و خير و جمال و دفء، و عندما يقضي عليها تماما يتركها لينتقل إلى قطعة أرض أخرى.
وهذا هو ما جعل إنتشار تعدد الزوجات في الثقافات العربية و الإسلامية منتشراّ، فالرجل يتزوج تلك المرأة التي لا يحبها، فقط لكي يفرغ بها طاقته الجنسية، و عندما ينتهي منها جنسياً، يبحث عن وعاء آخر لتفريغ شهوته، بدون أن يترك الوعاء القديم، فيحتفظ بكليهما معاً
أي أن تعدد الزوجات ناتج من ترسخ صفات الرعاة في وجدان العرب، بالإضافة إلى مشكلة حب التملك.
هذا سبب ظهور تعدد الزوجات في الثقافات الدينية لشعوب الشرق الأوسط،، الثقافة الرعوية

لماذا يخاف بعض الرجال من العلاقات الطويلة مع النساء؟

قد يكون الرجل باحثا عن الجنس، فيوهم المرأة بالحب لكي يحصل على ما يريده، و لكن إن طالت العلاقة فمهما كانت درجة إتقان الرجل للتمثيلية،، ستكتشفها المرأة، و هي حقيقة لا غبار عليها ولا شك فيها، و حينها ستنقلب تلك المرأة ضد الرجل الخادع، فينال ما لا يحمد عقباه.
فيحاول الرجل أن تكون العلاقة أقصر ما يمكن.

لماذا يخاف الرجل من المرأة التي سبق لها ممارسة الجنس مع رجال آخرين؟

يرى الرجل جسد المرأة كأنه ذاكرة، تحتفظ تلك الذاكرة بكل ما مر عليها، قد يكون مر عليها الرجل الفحل، و الرجل مفتول العضلات، و الرجل الذكي، و الرجل الأنيق.. إلخ
فيخاف الرجل من تلك المرأة، لإنه يرى أن تلك المرأة، و ذاكرة جسدها ستقارن بينه و بين كل من مروا عليها من رجال، و قد يكون أسوأهم حالاً، أو تشعر نحوه بالدونية
أو تنتظر منه أن يفعل معها ما كان يفعله السابقون
تنعدم الثقة بالنفس،، يخاف من تلك الذاكرة الجسدية التي تملكها الأنثى،، فيهرب
أقول لك: إنها ليست كذلك، فالمعادلة عندك قد يكون فيها خلل ولا تحتوي سوى على مجهول واحد وهو الجنس
ولكن معادلة المرأة أكثر إنسانية و تطورا، فالجنس شق منها، و لكن ليس وحده، يوجد بجانبه عوامل أخرى كثيرة.
فلماذا تطلب منها أن تترك ذاكرتها خلفها؟ و تترك ما شكّلته رحلة الحياة في طباعها و تفكيرها و سلوكها؟
ليست ملكا لك..

ربما أكملها في وقت لاحق

مراد حسني

عن التحرش الجنسي


سبق و حاولت مناقشة الأسباب النفسية التي تدفع الرجل للتحرش بالمرأة
ويمكنك مراجعة المقال السابق هنا
http://dice-roller.blogspot.com/2010/07/blog-post_4136.html


المجتمعات تتقدم بخطوات متكاملة، بمعنى يتقدم التعليلم، مع الإعلام، مع القانون، ولا يتقدم أحدهما بمفردة، بمعزل عن نواحي الحياة الأخري..
الخلل الحادث في المجتمع المصري نتج من هذه الفكرة، فالإعلام تقدم ولم تتقدم بقية نواحي الحياة الإجتماعية
التعليم مثلا حتى يومنا هذا لم يتناول شرح العلاقة الجنسية في أي مرحلة من مراحل الدراسة، ولا حتى الجامعات، إلا تلك التي تدرس الطلب أو العلوم البيولوجية، ويتناولونها لإنها ضمن المناهج، و لو طالوا لحذفوها
الحكومة الفاشلة: تقبض الحكومة في أحيان كثيرة على هذا الفتى و تلك الفتاة بسبب ممارستهم الجنس بكامل إرادتهم، بلا وجود لمسألة الدعارة، و يكون في مكان مغلق، تذهب المباحث لتقبض عليهما، أين القانون في هذا؟
منذ فترة تكلم عمرو أديب في برنامج القاهرة اليوم، عن شاب و فتاة يتقابلان في بيت الفتى لممارسة الجنس، ولا علاقة لهما بمهنة الدعارة، فسمع جارهما أصوات ناتجة من لقاء غرفة النوم، فقام على الفور بتبليغ المباحث بتلك المسألة، فتحركت على الفور قوة من الشرطة لتقبض على الشاب و الفتاة لعرضهما على النيابة
الأسرة: لا تلقن الفتاة أي شيء عن الجنس إلا قبل زواجها بأيام، فيجد الرجل إنه متزوج من مخدة لا تعرف سوى تحريك قدميها
و المجتمع يُطالب الطفل بأن يكون على دراية بكل شيء عن الجنس، و لكن في الخفاء، بدون إكتشافهم
فإن ضبطوه يمارس العادة السرية، أهانوه و ضربوه، و إن وجدوا معه كتب جنسية أو مجلات جنسية فتكوا بها مع إهانته.
كل هذه النواحي من الحياة الإجتماعية لم تتطور في مصر، ولكن ما الذي تطور؟
الإعلام تطور،، فاليوم تجد الأغاني بها ملابش و مشاهد فوق إحتمال هذا المواطن المكبوت، مواطن لم يصافح فتاة يدا بيد، فجأة يجد أمامه فتاة شبه عارية..
الأفلام المصرية، تلك الأفلام التجارية، تلعب على تر واحد، وهو إحتواء الفيلم على مشاهد جنسية سمعية و بصرية، لكي تجذب المواطن المصري
فيدخل الشاب المصري ليرى البطل كيف يضرب تلك الفتاة على مؤخرتها، و يلمس صدر الفتاة الأخرى، و يعامل تلك الفتاة كما لو كانت كلبه في الشارع
يخرج الشاب المصري من الفيلم، لا يوجد عنده أي معلومات أخرى سوى ما رآه وما سمعه، و يحب أن يتقمص شخصية بطل الفيلم، ذلك الفارس المغوار
فلا يمكنه أن يفعل ما رآه مع فتيات منطقته، أو مع قريباته الفتيات، فيخرج إلى منطقة لا يعرفه فيها أحد، ليبدأ في خوض تلك التجربة التي شاهدها، ليعيش ما رآه
أنا ضد الرقابة بكافة أشكالها
كما إني أؤيد الحرية الجنسية لمن يفهم معناها
ولا أطالب بحذف تلك المشاهد من السينما و التليفزيون
بل اطالب بتغيير المجتمع حتى تبدأ مصر في إمتلاك أجيال جديدة لا يشوبها الكبت ولا التحرش ولا كل تلك المشاكل
والآن لأتحدث عن حالة المجتمع...
نقطة أخيرة، مضحكة مّبكية، تؤكد كلماتي أننا لا نملك سوى ثقافة مرئية و سمعية فقط
مصر هي الدولة الوحيدة التي عندما تتزاوج حيواناتها في الشارع من كلاب و قطط، يمارسون الجنس، تجد جيش من الشباب يتابعون ما يحدث في نهم و إثارة
وقد تجد رد الفعل الآخر، من يذهب ليضربهم مرددا: إيه القرف ده
ولذلك تكثر التحرشات مثلا في حديقة الحيوان عن غيرها من الأماكن، لأن هذا الشباب المختل المريض يجد أمامه حيوانات عارية قد تتدلى أثدائها، و قد تكون في حالة تزاوج في أقفاصها
فيشعر بالإثارة
مجتمع التناقض المُفزع

مراد حسني

اللمسات المسروقة حلوة


لماذا التحرش؟
المياه المسروقة حلوة...
تلك المقولة القديمة من الأدب الحكمي اليهودي...وهل يمكن أن نرى آثارها اليوم في مجتمعنا المصري؟
إن الكلمات التالية لا علاقة لها بالدين، و لكن بتحليل ظاهرة نفسية و إجتماعية، فمن يريد حشر الدين في هذا الموضوع، أنصحه بالتوقف عن القراءة الآن .
لديك صديقة، تؤمنان بالحرية الجنسية، أو أنت متزوج، و في الحالتين يمكنك أن تكون مع صديقتك/زوجتك بكامل حريتك، لتفعلا ما شئتما، برضا الطرفين، حيث يمنح كل منكما الآخر صلاحيات معينة
ولكن في التحرش قد تنال كل ما تريده من لمسات بالغصب، لا تُمنح لك، و لكنك تنتزعها
تلك الإنتزاعة التي تجعلك تشعر بوجودك في الحياة، فأنت قوي، لا شيء يقف أمامك، تنال كل ما تريده بمجرد أن تقرر ذلك، بلا أي مِنَح ولا مفاوضات ولا أعباء ولا إلتزامات.
ولذلك فإن المياه المسروقة حلوة

لماذا المجموعات؟؟

كما أن التحرش لا يتم في حالة فردية، أي لا تجد شخص واحد يسير ليتحرش بالبنات، بل دائما ما يتحركون في سرب، كالحيوانات الضارية، لا تصطاد فرادى، بل في مجموعات، ليستمد منهم قوته و سطوته
أضف إلى ذلك أن الإنسان كائن إجتماعي، لا يعيش بمفرده، لإنه يستمد وجوده من وجود الآخرين و إستجاباتهم له و تفاعلهم معه، و لذلك فإن المتحرش عندما يُبرمِج عقله على التحرش، فإنه يتحرك مع أصدقاءه، فيشعر بالنشوة لإنه يبدو كالمنتصر أمام جماعته عندما ينتهك حرية تلك الفتاة التي تسير في الطريق.
ويوجد شهود، لإن الفرد يستمد بطولته من الجماعة و الشهود على ما قام بإنجازه، فينجزهخ على فم شاهدين أو ثلاث، فتتناقل القصة على ألسنة الشهود لتذهب إلى ألسنة المستمعين الذين ينقلونها بدورهم، و تستمر الطاحونة لتنتشر القصص و الحكايات عن هذا البطل الهمام الذي يمتلك الرجولة ليمسك بيديه جسد تلك المرأة الغريبة التي لا يعرفها بالقهر.
وعندما يبدأ في قص بطولاته على المستمعين، يكفيه أن يقول: أقسم بالله إن فلان و فلان و فلان شافوني و انا بعمل كده
ويهز المسمتعون رؤوسهم ليبدأ كل منهم أن يتخيل في رأسه كيف كان الموقف، و كيف كان ملمس جسد تلك المرأة، فينتصب عضوه و يعمل الرادار الذي لا تقرأ شاشته غير كل ما هو مؤنث
ليبدأ هو أيضا بتكوين جماعته ليمارس تلك العملية القذرة من التحرش الجنسي

ثم ماذا؟

قد يتسائل أحد عن الحلول لتلك القضية، فلا أضيف على الأقل الآن أي حلول، لأن بعض الجمعيات الحقوقية النشطة، و الكتاب الصحافيين اقترحوا أن يقوم المواطنون بتصوير أي شاب يتحرش بفتاة ، لكي يتم إلقاء القبض عليه

مراد حسني

إعتذار لإمرأة



أعتذر لك أيها الكائن الرقيق الجميل عن وحشيتي و جحودي
فقد أردت أن أمتلكك جسدا و شعوراً
أمتلك كل ما هو لك،، ماضٍ و حاضر و مستقبل،، مغتصبا كل خصوصياتك
لا أثق في نفسي فأخاف أن تقارنيني بمن سبقوني لمشاعرك و خفايا جسدك، فأبحث عنك بلا ماضٍ
ترسخ في ذهني أن ماضيكي هو تعدٍ على حقوقي الشخصية..
لطالما كرهت أن تأخذي الخطوة الأولى
فإن أبديت حبك، تراجعت قائلا لنفسي: إنها سهلة المنال
ومع ذلك رغبت أن تضعي غمامة على عيني و عقلي
تتمنعى لأقتنع إنك شريفة
تتلثمي لأقتنع إنك أمينة
تتركي أصدقائك لتعيشي في دُنياي وحدي
ترتدين ما أريد، تتكلمين كما أريد
لا أترك لك مساحة لحياتك الشخصية، فقد إقتحمتها كلها
أعرف فحوى كل مكالماتك الهاتفية، و تفكيرك، وما تحتوية أدراجك
أو دولابك...أفتح أمامي كل شيء
يثور في داخلي بركان عندما تضحكين من كلمات رجل آخر
أو تبدي إعجاك بعمل فني أو فكري لرجل آخر
فأحاول دائما تشويه الرجال أمامك على كل المستويات، حتى لا يبقى غيري
أخفيكي عن الحياة حولك لأسجنك في داخلي..
ولكن..
واكن إكتشفت إنني مخبول، و مختل و فاقد ثقتي بنفسي
والضحية كانت أنت
كل تلك المصطلحات،، شرف و إحترام و أمانة و غيرها،، معاييرها عندي كانت متخلفة
أعتذر لك و أعدك أن أتغير، فأنتي لستي مجرد جسدا لإفراغ شهواتي، و إفراغ جنوني العقلي و عقدي النفسية

لسان حال كل رجل كان يُفكر مثلي و إكتشف إنه لا يصلح هكذا لفئة البشر


مراد حسني

فقه غشاء البكارة


في هذا الجزء سأحاول تقديم قراءة إقتصادية لفكرة غشاء البكارة المترسخة في أذهان الشعوب المعتمدة على الزراعة كمهنة أولى تترك ترسيبات في شخصية المواطن حتى بعد تركه لتلك المهنة.
في الحضارات الزراعية قديما، كانت الأراضي يتم توارثها، بحيث لا تريد أي عائلة أن يرثها دم غريب ليأخذ أراضيها.
فكانوا يستغلوا وجود ذلك الغشاء للتأكد أن تلك الفتاة لا يوجد في رحمها أي طفل من أي رجل خارج العائلة.
أي أن الهدف لم يكن التأكد من إنها لم تمارس الجنس مع أي شخص، و لكن للتأكد إنها لا تحمل جنينا من أي إنسان آخر، حتى يصبح الطفل الذي ستحمله من زوجها من العائلة، ليرث الأرض.
إذن فالحضارات القديمة الزراعية لم تكن تعترض على فكرة ممارسة الجنس نفسها، و لكن على الحمل الذي قد يُحدث تضاربا في أنساب الورثة.
فالمسألة لم تكن أخلاقية، إنما كانت مشكلة توارث أراضي زراعية و أملاك

نظرة الدين للعلاقة الجنسية بلا زواج
في الدين هي ليست مسألة أخلاقية أبدا، لأن الجنس لا يُعامل في التشريعات و الأديان بأنه مشكلة أخلاقية، و لكن مشكلة ملكيات فقط
فمثلا، هل تعلم إنه لا يوجد تشريع واحد في الإسلام أو اليهودية يُعاقب اللمم؟؟
اللمم هو الضمة و القبلة و اللمسة و كل ماهو جنسي و مثير، و حتى الإتيان من الخلف،، إلا إدخال العضو الذكري في مهبل المرأة
المشكلة كلها في هذا الإدخال، لأن المرأة قد تصبح حاملة لجنين ينتج من ذلك الإدخال، و بذلك تكون قد تعديت على ممتلكات غيرك، و أنتجت طفلا سيحدث خلل في الأنساب مثلا
ففي حالة الفتاة التي لم تتزوج بعد، عند ممارسة الجنس معها، تكون قد تعديت على ممتلكات والدها
و عند ممارسة الجنس مع إمرأة متزوجة، تكون قد تعديت على ممتلكات زوجها
المسألة ليست أخلاقية بالمرة، و لكنها مسألة مواريث و ممتلكات
ولذلك عقاب المتزوجة التي مارست الجنس، غير الفتاة التي مارست الجنس
وفي جميع الحالات، فإن اللمم لا يوجد له عقوبة
وهذا يؤكد لنا أن الدين لا ينظر إلى الجنس من ناحية أخلاقية، و لكن من ناحية إقتصادية، و إمتلاكية،، فقدت معناها الآن

فلماذا معاداة الحرية الجنسية؟
وبخصوص الغشاء: هل تعلم أن قبائل قديمة كثيرة جدا، كانت تتجه إلي الإرتباط من النساء اللواتي سبق لهن الإنجاب قبل ذلك أكثر من تلك الفتاة صاحبة الغشاء لضمان إنها ستنجب؟؟
إنه غشاء لا قيمة له هذه الأيام إطلاقا
وللمزيد عن القبائل البدائية راجع الجزء الاول من قصة حضارة، لويل ديورانت
ويمكن مراجعة مقال دكتور وسيم السيسي في صحيفة المصري اليوم، فهو يتناول الغشاء من ناحية طبية و علمية
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=230567&IssueID=1568


مراد حسني

عائشة بنت طلخة...تلك المتفجرة أنوثة


قيل عن عائشة بنت طلحة، أنها أشبه خلقا و خلقة بعائشة أم المؤمنين
أي كل ما سنتكلم عنه في هذا المقال، ما هو إلا مقبول من الإسلام، و كان يحدث ولا حرج منه في المجتمع الإسلامي الذي عهده الرسول محمد

عائشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمية أم عمران. أمها أم كلثوم بنت أبي بكر تابعيّة محدّثة،، و كانت عائشة أم المؤمنين هي خالتها

وكانت لا تحتجب من الرجال فتجلس وتأذن لهم بالدخول عليها وهي في كامل لباسها. (أين الحجاب الذي يقول الدعاة الآن إنه فرض؟؟)

ولنقرأ ما جاء في الكتب الإسلامية عن تلك المرأة المتفجرة أنوثة و تمرد


كانت عائشة بنت طلحة لا تستر وجهها من أحد وتقول أن الله وسمني جمال أحببت أن يراه الناس ويعرفوا فضلي عليهم فما كنت لأستره ووالله ما فيّ وضمة يقدر أن يذكرني بها أحد وكانت شرسة الخلق وكذلك بني تيم (قبيلة عائشة الحميراء) وهن أشرس خلق الله خلقا وأحظاهن عند أزواجهن

المرجع: نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري باب ذكر أخبار العريض وما يتصل بها من أخبار عائشة بنت طلحة

تحكي مولاة(خادمة)عائشة بنت طلحة قصة زواج سيدتها من عمر بن عبد الله وتصف تلك الليلة جاءت بالطعام لعمر بن عبد الله فأكل حتى افرغ الإناء وتوضأ وصلى حتى ضاق صدري ونمت ثم أدخلته وأسبلت الستر عليهما(أي على عائشة بنت طلحة و زوجها) فعددت له بقية الليل على قلتها سبع عشرة مرة دخل فيها المتوضأ(أي نكح عائشة 17 مرة) فلما أصبحنا وقفت على رأسه فقال أتقولين شيئا؟ قلت نعم ! والله ما رأيت مثلك أكلت أكل سبعة وصليت صلاة سبعة ونكت نيك سبعة.

المرجع: كتاب الأغاني للإمام أبي الفرج باب أخبار عائشة بنت طلحة ونسبها

قالت امرأة كوفية دخلت على عائشة بنت طلحة فسألت عنها فقيل هي مع زوجها في القيطون فسمعت زفيرا ونخيرا لم يسمع قط مثله ثم خرجت وجبينها يتفصد عرقا فقلت لها ما أظن أن حرة تفعل مثل هذا؟ فقالت إن الخيل العتاق تشرب بالصفير(يعني كما تشرب الخيل عندما يصفرون لها هكذا الرجل ينكح عندما تشخر وتنخر له!!!!).

المرجع: كتاب الأغاني للإمام أبي الفرج باب أخبار عائشة بنت طلحة ونسبها

عن اثيلة بنت المغيرة قالت: زرت مع مولاتي خالتها عائشة بنت طلحة وأنا يومئذ شابة فرأيت عجيزتها (مؤخرتها) من خلفها وهى جالسة كأنها غيرها(دليل على كبر مؤخرتها) فوضعت إصبعي عليها لكي اعرف ما هي فلما أحست بإصبعي ضحكت وقالت ما اكثر من يعجب مما عجبت منه(أي أن العرب يحبون ويعجبون بكبر المؤخرة)

المرجع: كتاب الأغاني للإمام أبي الفرج باب أخبار عائشة بنت طلحة ونسبها

حكى أبو الفرج أن مصعب بن الزبير لما عزم على زواج عائشة بنت طلحة جاء هو وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر وسعيد بن العاص إلى عزة الميلاء وكانت عزة هذه يألفها الأشراف وغيرهم من أهل المروءات وكانت من اظرف الناس وأعلمهم بأمور النساء فقالوا لها خطبنا فأنظري لنا. فقالت لمصعب من خطبت؟ قال عائشة بنت طلحة .. .. فقالت يا جارية هاتي خفيي فلبستهما وخرجت ومعها خادمها فبدأت بعائشة بنت طلحة فقالت فديتك كنّا في مأدبة أو مأتم لقريش فذكروا جمال النساء وخلقهن فلم أدر كيف أصفك فألقي ثيابك ففعلت(أي خلعت عائشة ثيابها) فأقبلت وأدبرت فارتج كل شئ منها فقالت لها عزة خذي ثوبك .. .. ثم أتت القوم في السقيفة فقالوا ما صنعت فقالت يابن أبي عبد الله أما عائشة فلا والله ما رأيت مثلها مقبلة ولا مدبرة محطوطة المتنين عظيمة العجيزة(المؤخرة) ممتلئة الترائب نقية الثغر وصفحة الوجه فرعاء الشعر ممتلئة الصدر خميصة البطن ذات عكن ضخمة السرة مسرولة الساق يرتج ما أعلاها إلى

المرجع: نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري باب ذكر أخبار الغريض وما يتصل بها من أخبار عائشة بنت طلحة


أترى تلك التعبيرات؟؟ أترى كيف كانت تفكر النساء؟؟

ولنرى الآن النساء في القرن الحالي، في المجتمعات الإسلامية ، و نقارنهن بعائشة بنت طلحة، التي تم تشبيهها بعائشة أم المؤمنين خلقا و خلقة

مراجع عامة:

جريدة الخليج،، الإمارات
المجهول في حياة الرسول

ملحمة جلجامش


ملحمة جلجامش، أقدم قصة دونها الإنسان في التاريخ
ومنها تفرعت بعض الأساطير المعروفة حتى الآن
تحكي عن جلجامش العظيم الباحث عن الخلود
وصديقه إنكيدو
وغضب الآلهة

لتحميل الكتاب
http://www.mediafire.com/?tiizznetz4w

ظل الأفعى


إستغرقت في قراءة تلك الرواية خمس ساعات
حيث إنتقل بداخلها دكتور يوسف زيدان ما بين مشاعر داخلية لأبطال القصة، حيث وصفها وصف دقيق و مُفصّل
إلى معلومات تاريخية عن مُقدسات الحضارات القديمة المُختلفة، و الغموض، و عدم توقع الأحداث التالية
لن أشرح أكثر حتى لا تضيع مُتعة قراءة الرواية

رواية موسوعية برغم حجمها الصغير

لينك لتحميل الرواية
http://www.mediafire.com/?zmwmzzm0ty2

Size: 553 Kb
Pages: 93 pdf pages

إن أردنا


سنصير شعباً إن أردنا، حين نعلم أننا لسنا ملائكة، و أن الشر ليس من إختصاص الآخرين
سنصير شعباً حين لا نتلو صلاة الشكر للوطن المقدس، كلما وجد الفقير عشاءه..
سنصير شعبا حينما نشتم حاجب السلطان و السلطان دون محاكمة
سنصير شعباً حين يكتب شاعر وصفا إباحياً لبطن الراقصة
سنصير شعباً حين ننسى ما تقول لنا القبيلة...حين يُعلي الفرد من شأن التفاصيل الصغيرة
سنصير شعباً حين ينظر كاتب إلى النجوم، ولا يقول: بلادنا أعلى...و أجمل!
سنصير شعباً حين تحمي شرطة الآداب غانية و زانية من الضرب المُبرح في الشوارع
سنصير شعباً، إن أردنا، حين يؤذن للمُغني أن يُرتّل آية من "سورة الرحمن" في حفل الزواج المُختلط
سنصير شعباً حين نحترم الصواب، و حين نحترم الغلط!

محمود درويش، من ديوان أثر الفراشة

كم البعيد بعيد


كم البعيد بعيد ؟
كم هي السبل؟
نمشي
ونمشي الى المعنى
ولا نصل ...
هو السراب
دليل الحائرين
إلى الماء البعيد
هو البُطلان ... والبطل
نمشي وتنضج في الصحراء
حكمتنا
ولا نقول:لأن التيه يكتمل
لكن حكمتنا تحتاج أغنية
خفيفة الوزن,
كي لا يتعب الأمل
"كم البعيد بعيد"؟
كم هي السبل؟

محمود درويش، من ديوان أثر الفراشة

من الجدارية



كم من الوقت

انقضى منذ اكتشفنا التوأمين : الوقتَ

والموتَ الطبيعيَّ المُرَادِفَ للحياة ؟

ولم نزل نحيا كأنَّ الموتَ يُخطئنا ،

فنحن القادرين على التذكُّر قادرون

على التحرُّر ، سائرون على خُطى

جلجامشَ الخضراءِ من زَمَنٍ إلى زَمَنٍ … /

..

هباءٌ كاملُ التكوينِ …

يكسرُني الغيابُ كجرَّةِ الماءِ الصغيرة .

نام أَنكيدو ولم ينهض . جناحي نام

مُلْتَفّاً بحَفْنَةِ ريشِهِ الطينيِّ . آلهتي

جمادُ الريح في أَرض الخيال . ذِراعِيَ

اليُمْنى عصا خشبيَّةٌ . والقَلْبُ مهجورٌ

كبئرٍ جفَّ فيها الماءُ ، فاتَّسَعَ الصدى

الوحشيُّ : أنكيدو ! خيالي لم يَعُدْ

يكفي لأُكملَ رحلتي . لا بُدَّ لي من

قُوَّةٍ ليكون حُلْمي واقعيّاً . هاتِ

أَسْلِحتي أُلَمِّعْها بمِلح الدمعِ . هاتِ

الدمعَ ، أنكيدو ، ليبكي المَيْتُ فينا

الحيَّ . ما أنا ؟ مَنْ ينامُ الآن

أنكيدو ؟ أَنا أَم أَنت ؟ آلهتي

كقبض الريحِ . فانهَضْ بي بكامل

طيشك البشريِّ ، واحلُمْ بالمساواةِ

القليلةِ بين آلهة السماء وبيننا . نحن

الذين نُعَمِّرُ الأرضَ الجميلةَ بين

دجلةَ والفراتِ ونحفَظُ الأسماءَ . كيف

مَلَلْتَني ، يا صاحبي ، وخَذَلْتَني ، ما نفْعُ حكمتنا بدون

فُتُوّةٍ … ما نفعُ حكمتنا ؟ على باب المتاهِ خذلتني ،

يا صاحبي ، فقتلتَني ، وعليَّ وحدي

أَن أرى ، وحدي ، مصائرنا . ووحدي

أَحملُ الدنيا على كتفيَّ ثوراً هائجاً .

وحدي أَفتِّشُ شاردَ الخطوات عن

أَبديتي . لا بُدَّ لي من حَلِّ هذا

اللُغْزِ ، أنكيدو ، سأحملُ عنكَ

عُمْرَكَ ما استطعتُ وما استطاعت

قُوَّتي وإرادتي أَن تحملاكَ . فمن

أَنا وحدي ؟ هَبَاءٌ كاملُ التكوينِ

من حولي . ولكني سأُسْنِدُ ظلَّّك

العاري على شجر النخيل . فأين ظلُّكَ ؟

أَين ظلُّك بعدما انكسرَتْ جُذُوعُك؟

قمَّةُ

الإنسان

هاويةٌ …

ظلمتُكَ حينما قاومتُ فيكَ الوَحْشَ ،

بامرأةٍ سَقَتْكَ حليبَها ، فأنِسْتَ …

واستسلمتَ للبشريِّ . أَنكيدو ، ترفَّقْ

بي وعُدْ من حيث مُتَّ ، لعلَّنا

نجدُ الجوابَ ، فمن أَنا وحدي ؟

حياةُ الفرد ناقصةٌ ، وينقُصُني

السؤالُ ، فمن سأسألُ عن عبور

النهر ؟ فانهَضْ يا شقيقَ الملح

واحملني . وأَنتَ تنامُ هل تدري

بأنك نائمٌ ؟ فانهض .. كفى نوما ً!

تحرَّكْ قبل أَن يتكاثَرَ الحكماءُ حولي

كالثعالب : [ كُلُّ شيء باطلٌ ، فاغنَمْ

حياتَكَ مثلما هِيَ برهةً حُبْلَى بسائلها ،

دَمِ العُشْب المُقَطَّرِ . عِشْ ليومك لا

لحلمك . كلُّ شيء زائلٌ . فاحذَرْ

غداً وعشِ الحياةَ الآن في امرأةٍ

تحبُّكَ . عِشْ لجسمِكَ لا لِوَهْمِكَ .

..

وانتظرْ

ولداً سيحمل عنك رُوحَكَ

فالخلودُ هُوَ التَّنَاسُلُ في الوجود .

وكُلُّ شيءٍ باطلٌ أو زائل ، أو

زائل أو باطلٌ ]

جزء من جدارية درويش، التي كتبها عام 1999
بصوته:
http://www.facebook.com/video/video.php?v=131321936900473&ref=mf

ورقة من مذكرات


كمحطة الباص تزدحم الذاكرة ببقايا مشادة الأمس، تلك التي أفسدت اليوم
تُراجعها مرة بعد مرة، و تؤلمك في كل مرة نفس الكلمات، و تشمخك في مرات أخرى كلمات أخرى
تتخيل سيناريو آخر لنفس الموقف، تهزم فيه الجميع و تقول ما يجعل بالك مرتاحاً..
من كثرة التفاصيل تتشابك الخواطر مع بعضها ، فتنتقل من موضوع لآخر لتجد نفسك واقفا أمام ذكرى لشيء ما،، شخصا ما
تتذكر أوقات جميله قضيتها معه، و يشدك الحنين إليه، فتسافر في خيالك و تكون بطل رواية ما هو شريكك بها
يدق جرس الباب، فيسحبك إلى أرض الواقع
تختفي دقائق، تتطاير معها الأفكار
فتعود إلى نفس المكان، نفس الجلسة، نفس كل شيء، و لكن لا تستططيع إستكمال حلمك الشخصي
تضحك قليلا
ولكن تذكر ما كان يقوله هذا الغريب:: عندما يقتلك الحنين إلى شخص ما رحل لسبب ما... إقرأ في مذكراتك يوما كاملا واقعيا قضيته معه
ستختفي تلك الأشواق الزائفة التي تترعرع على خلل ذاكرتك...
لم يكن يستحق

مذكرات
مراد حسني
26 يوليو 2010

مكالمة


لو لم أجب على تلك المكالمة الخاطئة...
لو كنت تجاهلت ذلك الرقم الغريب..
لو كنت تذكرت حبيبي حين نطقت بإسمي لهذا الغريب...
قتلني الفضول
أحاول النسيان
لماذا خُنتك؟
أكنت أنتقم من المجتمع في شخصك؟
أنتقم من ماضيك قبلي؟
لا و لم أكرهك، لكن...لا أعرف
لم تعد أحبك مُفعمة بالحب حين تخرج من شفتي
والآن،، أرى الفراق يلوح في الأفق

أنظر إلى حبيبي
نيران تأكل قلبي
أأبوح لك بسرّي؟ أم أرحل بلا أسباب؟
لم أعد نفسي
ثمة شيء ما كُسر بداخلي، لا أعرف ما هو
ولكني أرى أثره
على قلبي
وجهي
عيني
حتى بشرتي
إعصار في نفسي

فإن قلت لك....فما نفع العتاب قبل الغياب؟

آآآه لو لم أجب على تلك المكالمة....


مراد حسني

قيثارتان


قيثارتان

تتبادلان ِ موشحاً

وتقطّعان

بحرير ِ يأسهما

رخامَ غيابنا

عن بابنا

وترقّصان ِ السنديان ..


قيثارتان
::

أبديةٌ زرقاءُ تحملنا

وتسقطُ غيمتان

في البحر ِ قربك ِ..

ثم تصعدُ موجتان

فوقَ السلالم ِ

تشربان ِ خطاك ِ

فوق.. وتضرمان

ملحَ الشواطيءِ في دمي

وتهاجران

إلى غيوم ِ الأرجوان

::

قيثارتان ..

::

الماءُ يبكي ، والحصى ، والزعفران

والريحُ تبكي :

“لم يعدْ غدُنا لنا ...”

والظلّ ُ يبكي خلفَ هستيريا حصان

مسّهُ وتر ، وضاقَ به المدى

بين المُدى والهاوية

فاختارَ قوسَ العنفوان


::

قيثارتان ..

::

أغنية ٌ بيضاءُ للسمراء

ينكسرُ الزمان..

ليمرَّ هودجُها على جيشين:

مصريّ ٍ وحثيّ ٍ

ويرتفعُ الدخان..

دخانُ زينتِها الملوّن ِ

فوقَ أنقاض ِ المكان

::

قيثارتان ..

::

لا شيءَ يأخذ ُ منك ِ

أندلسَ الزمان

ولا سمرقندَ الزمان

إلا خطى النهاوند

تلكَ غزالةٌ سبقتْ جنازتها

وطارت

في مهبّ ِ الأقحوان

يا حب, يا مرضي المريضَ كفى

كفى !

لا تنسَ قبرَكَ مرة ً أخرى على فرسي

ستذبحنا هنا

قيثارتان


محمود درويش......وداعا يا سيدي


بصوته
http://www.facebook.com/video/video.php?v=1146289593950&ref=mf

رسالة من إمرأة حائرة




أعلم يا فتى إنك تتغير
هناك شيء ما، لا أعرفه و لكن تأثيره يظهر أمامي بوضوح
سألتك ما السبب مرات كثيرة، و لكنك تلتزم الصمت
و كلما واجهتك، تنكر ما تغير فيك، و كأنني لا أعرفك
هل هذه هي فكرتك عني؟
عمياء؟؟ لا يمكنها الإحساس بالتغيير الذي يسري في عروقك كالدم؟
هل أخطأت إليك؟
أم تشعر بالملل لدرجة إنه لم يعد يشكل فارقا لديك أن تصارحني بالشعور الكامن في داخلك؟
هل أنت مأخوذ بفتاة أخرى؟ لا أعرف حقاً
لا يمكنني أن أعتاد عليكِ بهذا الشكل
هل أتوقع الوداع المفاجيء في أي لحظة؟
أم الخيانة أكتشفها في أي لحظة؟
وإن كانت قصتنا في مشهدها الأخير، فلماذا نسدل الستار على نهاية مؤلمة؟
فلننهي ما بيننا بإختيارنا و نبقى أصدقاء...
هل نقضي على أي روابط إنسانية تكونت بيننا في السنوات الماضية؟
كم سنة باقية لنا نحياها كي نعرف بشر و يعرفوننا، نصادقهم و يصادقوننا؟
هل هي بالكثرة التي تجعلنا نضحي بما كنا نحياه؟
حسناً، أنا لن أحتمل هذا الإنتظار المُثلج الذي يقودني للجنون
سأواجهه غدا، نعم غداً
أو...
أو ربما أعطي نفسي مهلة للتفكير، نعم أسبوع
لا ،، أسبوعين
ربما أكثر
قد لا أواجهه
لا أعرف

إنتهت الرسالة

مراد حسني
1 فبراير 2010

جندي يحلم بالزنابق البيضاء


يحلم بالزنابق البيضاء

بغصن زيتون..

بصدرها المورق في المساء

يحلم- قال لي-بطائر

بزهر ليمون

و لم يفلسف حلمه لم يفهم الأشياء

إلا كما يحسّها.. يشمّها

يفهم - قال لي- إنّ الوطن

أن أحتسي قهوة أمي

أن أعود في المساء..

سألته: و الأرض؟

قال: لا أعرفها

و لا أحس أنها جلدي و نبضي

مثلما يقال في القصائد

و فجأة، رأيتها

كما أرى الحانوت..و الشارع.. و الجرائد

سألته: تحبها

أجاب: حبي نزهة قصيرة

أو كأس خمر.. أو مغامرة

من أجلها تموت ؟

كلا!

و كل ما يربطني بالأرض من أواصر

مقالة نارية.. محاضرة!

قد علّموني أن أحب حبّها

و لم أحس أن قلبها قلبي،

و لم أشم العشب، و الجذور، و الغصون..

و كيف كان حبّها

يلسع كالشموس ..كالحنين؟

أجابني مواجها:

_و سيلتي للحب بندقية

وعودة الأعياد من خرائب قديمة

و صمت تمثال قديم

ضائع الزمان و الهوية!

حدّثني عن لحظة الوداع

و كيف أمّة

تبكي بصمت عندما ساقوه

إلى مكان ما من الجبهة..

و كان صوت أمه الملتاع

يحفر تحت جلده أمنية جديدة :

لو يكبر الحمام في وزارة الدفاع

لو يكبر الحمام!..

..دخّن، ثم قال لي

كأنه يهرب من مستنقع الدماء:

حلمت بالزنابق البيضاء

بغصن زيتون..

بطائر يعانق الصباح

فوق غصن ليمون..

وما رأيت؟

رأيت ما صنعت

عوسجة حمراء

فجرتها في الرمل.. في الصدور.. في البطون..

و كم قتلت ؟

يصعب أن أعدهم..

لكنني نلت وساما واحدا

سألته، معذبا نفسي، إذن

صف لي قتيلا واحدا.

أصلح من جلسته ،وداعب الجريدة المطويّة

و قال لي كأنه يسمعني أغنية:

كخيمة هوى على الحصى

و عانق الكوكب المحطمة

كان على جبينه الواسع تاج من دم

وصدره بدون أوسمة

لأنه لم يحسن القتال

يبدو أنه مزارع أو عامل أو بائع جوال

كخيمة هوى على الحصى ..و مات..

كانت ذراعاه

ممدودتين مثل جدولين يابسين

و عندما فتّشت في جيوبه

عن اسمه، وجدت صورتين

واحد ..لزوجته

واحد.. لطفله ..

سألته: حزنت؟

أجابني مقاطعا يا صاحبي محمود

الحزن طيّر أبيض

لا يقرب الميدان. و الجنود

يرتكبون الإثم حين يحزنزن

كنت هناك آلة تنفث نارا وردى

و تجعل الفضاء طيرا أسودا

حدثّني عن حبه الأول،

فيما بعد

عن شوارع بعيدة،

و عن ردود الفعل بعد الحرب

عن بطولة المذياع و الجريدة

و عندما خبأ في منديله سعلته

سألته: أنلتقي

أجاب: في مدينة بعيدة

حين ملأت كأسه الرابع

قلت مازحا.. ترحل و.. الوطن ؟

أجاب: دعني..

إنني أحلم بالزنابق البيضاء

بشارع مغرّد و منزل مضاء

أريد قلبا طيبا، لا حشو بندقية

أريد يوما مشمسا، لا لحظة انتصار

مجنونة.. فاشيّة

أريد طفلا باسما يضحك للنهار،

لا قطعة في الآله الحربية

جئت لأحيا مطلع الشموس

لا مغربها

ودعني، لأنه.. يبحث عن زنابق بيضاء

عن طائر يستقبل الصباح

فوق غصن زيتون

لأنه لا يفهم الأشياء

إلاّ كما يحسّها.. يشمّها

يفهم_ قال لي_ إن الوطن

أن أحتسي قهوة أمي..

أن أعود، آمنا مع، المساء

محمود درويش

جزء من القصيدة بصوت درويش، من عرض هوية الروح
http://www.youtube.com/watch?v=jxZPZFiSHac