Monday, August 16, 2010

كان ينقصنا حاضر


لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:

سيِّدةً حُرَّةً

وصديقاً وفيّاً'

لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن

لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن

ومُنْفَصِلَيْن'

ولا شيءَ يُوجِعُنا

لا طلاقُ الحمام ولا البردُ بين اليَدَيْن

ولا الريح حول الكنيسة تُوجِعُنا....

لم يكن كافياً ما تفتَّح من شَجَر اللوز

فابتسمي يُزْهِرِ أكثرَ

بين فراشات غمازَتَيْن

وعمَّا قليلٍ لنا حاضرٌ آخَرٌ

إن نَظَرْتِ وراءك لن تبصري

غيرَ منفى وراءك:

غُرْفَةُ نومِكِ'

صفصافةُ الساحِة'

النهرُ خلف مباني الزجاج'

ومقهى مواعيدنا... كُلها' كُلّها

تَسْتَعِدُّ لتصبح منفىً' إذاً

فلنكن طيّبين!

.

لِنَذْهَبْ كما نَحْنُ:

إنسانةً حُرّةً

وصديقاً وفيّاً لناياتها ,

لم يكن عُمْرُنا كافياً لنشيخ معاً

ونسيرَ إلى السينما متعبين

ونَشْهَدَ خاتمةَ الحرب بين أَثينا وجاراتها

ونرى حفلة السلم مابين روما وقرطاج

عمَّا قليل.

فعمَّا قليلٍ ستنتقل الطَيْرُ من زَمَنٍ نحو آخرَ'

هل كان هذا الطريقُ هباءً

على شَكْل معنى' وسار بنا

سَفَراً عابراً بين أسطورتين

فلا بُدَّ منه' ولا بُدَّ منا

غريباً يرى نَفَسَهُ في مرايا غريبته؟

لا ليس هذا طريقي إلى جَسَدي

لا حُلول ثقافيَّةً لهُمُومٍ وُجوديَّةٍ

أَينما كنتَ كانت سمائي

حَقِيقيَّةً

مَنْ أَنا لأُعيد لَكَ الشَمْس والقَمَرَ السابقين

.

فلنكن طيّبين...

.

لنذهبْ' كما نحن:

عاشقةً حُرَّةً

وشاعِرَها.لم يكن كافياً ما تساقط من

ثلج كانون أَوَّلَ' فابتسمي

يندف الثلج قطناً على صلوات المسيحيِّ,

عمَّا قليل نعود إلى غَدِنا' خَلْفَنا'

حَيْثُ كُنَّا هناك صغيرين في أوَّل الحب'

نلعب قصة روميو وجولييت

كي نتعلَّم مُعْجَمَ شكسبير....

طار الفَرَاشُ مِنَ النَوْمِ

مثل سرابِ سلامٍ سريع

يُكَلِّلُنا نجمتين

ويَقتلُنا في الصراع على الاسم

مابين نافذتين

لنذهب , إذاً

ولنكن طيِّبين

لِنَذْهَبْ' كما نَحْنُ:

إنسانةً حُرَّة

وصديقاً وفيّاً ,

لنذهَبْ كما نحن . جئنا

مَعَ الريح من بابلٍ

ونسيرُ إلى بابلٍ...

لم يَكُنْ سَفَرِي كافياً

ليصير الصُنَوْبَرُ في أَثَري

لفظةً لمديح المكان الجنوبيِّ

نحن هنا طَيِّبونَ. شَماليَّةٌ

ريحُنا ' والأغاني جَنُوبيَةٌ

هل أَنا أَنتِ أُخرى

وأَنت أَنا آخر؟

ليس هذا طريقي إلى أرض حُريَّتي

ليس هذا طريقي إلى جَسَدي

وأَنا' لن أكون ((أنا ))مَرَّتين

وقد حلّ َأَمسِ مَحَلَّ غدي

وانقَسَمْتُ إلى اُمرأتين

فلا أَنا شرقيَّةٌ

ولا أنا غربيَّةٌ ,

ولا أَنا زيتونةٌ ظَلِّلَتْ آيَتَيْن

لِنَذْهَبْ , إذاً

لا حلولَ جماعيَّةَ لهواجسَ شخصيَّةٍ

لم يكن كافياً أَن نكون معاً

لنكون معاً...

كان ينقُصُنا حاضرٌ لنرى

أين نحن . لنذْهَبَ كما نحن'

إنسانةً حُرَّةً

وصديقاً قديماً

لنذهبْ معاً في طريقين مختلفين

لنذهب معاً

ولنكن طيّبين...

.

.

محمود درويش،، من ديوان سرير الغريبة

Sunday, August 15, 2010

لعلك لم تزل حياً


على مشارف النهار

حلم بلا أجنحة أو ريش

لم تنبت أجنحته ...كذبت عليه أمه

ليله كنهاره، لا يطير

غبار الرياح، خماسين الصيف

أمطار الشتاء

عنف الصائد

أشجار ذابلة تموت، بلا فروع

مازال الحلم شريد

في أرض الواقع يُقيم

.

.

بُعد واحد، هو ذلك الواقعي

نقطة في الفراغ الواقعي

عُش صغير بلا أغصان،، هواء

.

.

خُبزنا كفافنا، لكنك سرقت منا اليوم و الغد

.

أفواج تتلاطم على صخر الحياة

بلا هدي ولا بصيرة

.

من منا طلب خبزا و لم تعطه عقرباً؟

من طرق بابك ليلا و فتحت له؟

من جاءك مُتعب، بأحماله الثقيلة و أرحته؟

من لم يستطع و إستطعت أنت؟

لا تُعط وعودا أنت لست أهلا لها

فإرحل كما جئت

.

كسرت لي سيفي، وتطلب الآن أن أدافع عنك؟

أأطير لك و قد راحت أجنحتي في صراعك؟

إرحل و إتركني في سكوني

إلى الممات

فأنا لن أحتمل

.

.

مراد حسني

15/8/2010

لذة الألم


تأسست جماعات دينية، إنتهجت الألم و تعذيب الجسد كسبيل لخلاص النفس، كما قال بولس في رسالته الأولى لكورنثوس، الإصحاح الخامس: "يهلك الجسد، فتخلص الروح"

بعض العقائد والأديان، تُشير للإنسان دائما في محل الخاطيء، المُذنب

كل إبن آدم خطّاء:الإسلام

ليس منكم من يعمل صلاحا، ولا واحدا: المسيحية

تلك التعبيرات،تجعل الإنسان مثقول الكاهلين بتأنيب الضمير، و الشعور بإستحقاقية الفرد للألم والعذاب، لإنه خاطيء، و يعلم أن عذابه بنار جهنم، سيكون عذابا مؤلما للروح و الجسد

فقطعا يمر هذا الإنسان الذي يشعر بذنبه، بمرحلة من تأنيب الضمير المُصنّف كعذاب النفس

ويتبعه بعذاب الجسد، فيجلد نفسه، يجرح نفسه بنصل حاد، وكان هناك قديسة مسيحية تربط إكليلا من الشوك حول رأسها.

تبارت الجماعات في تعذيب الجسد، حتى إكتشفوا إنهم في مرحلة ما من التعذيب يصلوا إلى سلام نفسي غريب ومُريح بلا ألم ولا تعب.... يصلوا إلى لذة الألم.

.

لذة الألم:

تنبع من واقع أن المُخ، عندما يتعرض الجسد لألم، يُفرز مخدر لتخفيف هذا الألم بشكل طبيعي، و عندمرحلة مُعينة من الألم، يكون المُخدر كجرعة كبيرة من المورفين، مما يصل بالإنسان لمرحلة غريبة من الإنتشاء و السباحة في أمواج التهيؤات

حالة من السلام أوالراحة في عالم مواز، بلا ألم، ولا قلق ولا أي سوء، فصنّفتها الجماعات القديمةكسلام للنفس، و خلاص للنفس، و قبول الله للتوبة....إلخ

هو يعتقد إنها حالة من السمو الروحي، و لكنها نوع من المخدرات، كلما اعتاد جسده على الألم، كلما إحتاج إلى ألم أكثر، ليصل إلى نفس الإنتشاء، و يظل يزيد الألم، حتى يصل أحيانا لقتل نفسه من التعذيب

.

قدسية الألم، وتميّزة:

يقول فرويد عن الألم: "إنه شعور فردي، و خاص" و تلك الفردية هي ما تضفي على الألم قدسيته، فلا يمكن لشخصين إمتلاك نفس هذا الشعور، أو بنفس المقدار، لا يمكن لشخص الشعور بألم الآخر...وجود الألم يعتمد على وجود الإنسان

وميزة الألم إنه ينتقل من الخارج للداخل، فكل إنسان يمكنه أن يؤلم نفسه و يصل إلى المرحلة المرغوبة في الألم، على عكس أي شعور آخر، فلن تستطيع أن تحب بالقدر الذي تريده، أو تحلمبالقدر الذي تريده... إلخ

الألم سهل الوصول له، و التحكم في مقداره.

هذا هو أساس فكرةتعذيب الجسد، في الجنس، أو العبادة، أو الحياة ....إلخ

ولكنه لا يمنع وجود أنواع أخرى من التعذيب، أقل من المذكور، لا يكون هدفها هو الوصول لمرحلة إنتشاء مخدر الجسم الطبيعي، و لكن لها دور نفسي بحت

فعلى سبيل المثال،السادية، أو إستخدام العُنف في الجنس، يعتمد على تغيير الهوية، ذلك الرجل ذو النفوذ القوي، يطلب من إمرأة عادية أن تجلده، تقيد يديه و قدميه، تجعله يشعر بإنه عاجز،و العكس

وتغيير الهوية شيء يُعطي متعة لبعض الأفراد كنوع من التجديد، ثم التعوّد عليه مع تبديل الأدوار

لا أريد الخوض في هذا الجزء، لإنه متشعب و ضخم جدا قد نتحدث عنه في تدوينات قادمة

عن السادة والعبيد

.

.

المراجع

Stanford Encyclopedia of Philosophy: Pain

Psychology today: Pleasure of Pain

BBC News: Brain links pain with pleasure

abc News: Pain for Pleasure

.

.

مراد حسني

13/8/2010

أنشودة عشتار



أصلي إليك

يا سيدة السيدات وربّة الربّات

يا عشتار... ملكةكل الناس، الهادية إلى السبل المستقيمة

الرحمة يا سيدة السماء و الأرض

يا راعية المتعبين

الرحمة يا سيدة الحرب المُسيطرة على كل المعارك

أيتها الساطعة

يا لبؤة إيجيجي،يا قاهرة الآلهة

أيتها المُمجدة ،يا ذات الثبات و العزم

أيتها البطلة عشتار

المتألقة، مضيئة السماء و الأرض

عظيمة القوة،جامعة الحشود

إلهة الرجال وربّة النساء التي لا يعرف خططها أحد

عبدك المعذبالمكروب يستصرخك

فإنظري إلي ياسيدتي و تقبلي صلواتي

عديني بالمغفرة،فإن موج الطوفان يتقاذفني

فكي وثاقي و أطلقي سراحي

وقودي خُطاي إلى الطريق المستقيم

عسى أن تتوهج مبخرتي الدخناء الدكناء

و يوقد مشعلي المنطفيء

يا عشتار الممجدة الباسلة التي لا نظير لها

.

.

من ظل الأفعى

جسدي


تحرر بعد سنوات من عبء مُصطلح الرجل الشرقي في تصرفاته
قابلته،، أحببته و عشقني
لم يسألني عن الماضي، وبدوري لم أسأله
لا ضعف أو خلل به
لكن حقاً تلك الرواسب الشرقية (الذكورية) تلتصق بنا
إلتقت أجسادنا و صرنا واحداً، رأيت حينها نظرة شرود على وجهه، و كأنه يخترق اللاشيء ببصره
وهو ينفث دُخان سيجارته بعيداً
كنت أعلم مصدر تلك النظرة و فحواها
إنها ذاكرة الجسد...جسدي
كلما لامس شفتيّ
ضغط على نهديّ
كلما فعل شيئاً
وخزه سؤال:: هل ماضيها كان أفضل منك؟
أكثر وسامة؟
أكثر فحولة؟
أكثر رقة؟
يعرف كيف يُلمسها، يضمها
يُقبّلها،يعتصر نهديها
يُشعل نيرانها؟
لم تر تلك التساؤلات النور...أمامي
كانت تولد و تموت في داخله
كان يدفنها في داخله، فإن طرحها عليّ، طرح نفسه أرضاً أمام نفسه
سيشعر بهزيمته تحت قدميّ رواسبه
ذلك اليوم حينما شعرت بوطأة هذا النير على كتفيه
ضممته كالطفل الصغير بين ذراعيّ..

أعرف مُعاناتك يا حبيبي و أتفهمها
جسدي ليس منفصلاً عن عقلي
إنها مُعادلة طويلة ...جسدي فيها مجهول واحد، من مجاهيل عديدة
جسدي ليس هو المقياس
ليس هو الأساس
ولكن مهما قلت لك، لن تفهم يا حبيبي أن مُعادلة المرأة، تختلف عن مُعادلة الرجل تماما
رُبما لا تُسعفني المُصطلحات
لكن قد تساعدني من عانت مثلي تلك المُشكلة حينما تقرأ كلماتي

لا شيء يعجبني


لا شيءَ يُعْجبُني
يقول مسافرٌ في الباصِ – لا الراديو
ولا صُحُفُ الصباح , ولا القلاعُ على التلال.
أُريد أن أبكي/
يقول السائقُ: انتظرِ الوصولَ إلى المحطَّةِ,
وابْكِ وحدك ما استطعتَ/
تقول سيّدةٌ: أَنا أَيضاً. أنا لا
شيءَ يُعْجبُني. دَلَلْتُ اُبني على قبري’
فأعْجَبَهُ ونامَ’ ولم يُوَدِّعْني/
يقول الجامعيُّ: ولا أَنا ’ لا شيءَ
يعجبني. دَرَسْتُ الأركيولوجيا دون أَن
أَجِدَ الهُوِيَّةَ في الحجارة. هل أنا
حقاً أَنا؟/
ويقول جنديٌّ: أَنا أَيضاً. أَنا لا
شيءَ يُعْجبُني . أُحاصِرُ دائماً شَبَحاً
يُحاصِرُني/
يقولُ السائقُ العصبيُّ: ها نحن
اقتربنا من محطتنا الأخيرة’ فاستعدوا
للنزول.../
فيصرخون: نريدُ ما بَعْدَ المحطَّةِ’
فانطلق!
أمَّا أنا فأقولُ: أنْزِلْني هنا . أنا
مثلهم لا شيء يعجبني ’ ولكني تعبتُ
من السِّفَرْ.


بصوت درويش
http://www.facebook.com/video/video.php?v=243070385794

الموت المهزوم



هَزَمَتْكَ يا موتُ الفنونُ جميعُها .
هزمتك يا موتُ الأغاني في بلاد
الرافدين . مِسَلَّةُ المصريّ ، مقبرةُ الفراعنةِ ،
النقوشُ على حجارة معبدٍ هَزَمَتْكَ
وانتصرتْ ، وأِفْلَتَ من كمائنك
الخُلُودُ …
فاصنع بنا ، واصنع بنفسك ما تريدُ
.......
كأنَّكَ المنفيُّ بين
الكائنات . ووحدك المنفيُّ . لا تحيا
حياتَكَ . ما حياتُكَ غير موتي . لا
تعيش ولا تموت . وتخطف الأطفالَ
من عَطَشِ الحليب إلى الحليب . ولم
تكن طفلاً تهزُّ له الحساسينُ السريرَ ،
ولم يداعِبْكَ الملائكةُ الصغارُ ولا
قُرونُ الأيِّل الساهي ، كما فَعَلَتْ لنا
نحن الضيوفَ على الفراشة . وحدك
المنفيُّ ، يا مسكين ، لا امرأةٌ تَضُمُّك
بين نهديها ، ولا امرأةٌ تقاسِمُك
الحنين إلى اقتصاد الليل باللفظ الإباحيِّ
المرادفِ لاختلاط الأرض فينا بالسماءِ .
ولم تَلِدْ وَلَداً يجيئك ضارعاً : أَبتي ،
أُحبُّكَ . وحدك المنفيُّ ، يا مَلِكَ
الملوك ، ولا مديحَ لصولجانكَ . لا
صُقُورَ على حصانك . لا لآلئَ حول
تاجك . أَيُّها العاري من الرايات
والبُوق المُقَدَّسِ ! كيف تمشي هكذا
من دون حُرَّاسٍ وجَوْقَةِ منشدين ،
كَمِشْيَة اللصِّ الجبان . وأَنتَ مَنْ
أَنتَ ، المُعَظَّمُ ، عاهلُ الموتى ، القويُّ ،
وقائدُ الجيش الأَشوريِّ العنيدُ
فاصنع بنا ، واصنع بنفسك ما تريدُ


من جدارية درويش

Sunday, August 8, 2010

هذه كانت حياتك


ذكرياتُك

ثمارُك

يستميت شبح الماضي في مُلاحقتك

يقرع بابك في الهزيع الرابع و يقول لك:

"هذه كانت حياتك

لا نبيذك ولا تبغك

لا أُذُن صديقك

ولا صدر أمك

لا شيء يأخذك مني"

تلامس يدٌ كتفك

تلتفت للوراء...تجد نفسك

القديم الجديد

لا ملجأ لك من ماضيك...من عقلك

هذه كانت حياتك

لن تقتلع جذوعك

عين بعين، و سن بسن

أعمالك تتبعك

إلى هاويتك

فيخرج لك ملاك الموت بمنجلة حصاده

ويقول لك: "لاموت

ولا حياة

ستموت حياً"

تلتفت مرة أخرى...إلى الورا...أمامك

تجد فراغ سحيق

أضاع الماضي مُستقبلك

ورحل الحاضر إلى غياهب الجنون

Tuesday, August 3, 2010

من ديوان كزهر اللوز أو أبعد


فإفرح بأقصى ما إستطعت من الهدوء
لأن موتاً طائشاً ضل الطريق إليك
من فرط الزحام و أجّلك

سيري ببطء يا حياة لكي أراك
بكامل النقصان حولي، كم نسيتك في
خضمك باحثاً عني و عنك. و كلما أدركت
سراً منك قلت بقسوة: ما أجهلك!
قل للغياب: نقصتني
و أنا حضرت...لأكملك

قال: يحاصرني واقع لا أجيد قراءته
قلت: دوّن إذن، ذكرياتك عن نجمة بَعُدت
و غد يتلكأ ، و إسأل خيالك: هل
كان يعلم أن طريقك هذا طويل؟

في البيت أجلس، لا سعيداً ولا حزيناً
بين بين، ولا أبالي إن علمت بأنني
حقاً أنا ... أو لا أحد

أهمس في السر: عش
غدك الآن ، فمهما حييت لن تبلغ
الغد..لا أرض للغد، و أحلم
ببطء، فمهما حلمت ستدرك أن
الفراشة لم تحترق لتضيئك

لو أستطيع الحديث إلى الرب قلت:
إلهي إلهي لماذا تخليت عني؟
ولست سوى ظل ظلك في الأرض
كيف تخليت عني، و أوقعتني في
فخاخ السؤال: لماا خلقت البعوض
إلهي إلهي

Monday, August 2, 2010

صائد


يحن إلى وظيفته القديمة في الحياة...صائد

منفذه الوحيد يجده ممارسا إياها مع النساء...الآن

ولكنه نسى إنني أمتلك عقلا، و لست كالكائنات البرية

فأنا أترجم رغباته بسهولة

مكشوفة أمامي كصفحة في رواية طفولية

وجوه..أقلام..ملابس..فهارس و عناوين كتب

كلها معطياته في مهمته معي..أحياناً

أراها بوضوح، و أحفظها عن غياب

هو فريسة جوفاء، يريد فقط شيء ما...أقرره أنا

...

القناع

يخيفني أن أفقد الشخصيات الحقيقية بسبب رهبتي منه

...

ينظر إلىّ .. يشتهيني.. أرى بريق عينيه

لم تعد تلك النظرات تستنفر كرامتي

بل تستفز أنوثتي

ها نحن نبدأ مرة أخرى

يلتهم جسدي سريعاً

حتى وصل

للجزء المُفضل لديه في مهمته

تتسارع دقات قلبه...ينتفض، يرتعش

ثم يفترش السرير بجانبي لوقت ما

ينهض.. في شموخ، فقد تمت العملية بنجاح

يرتدي ملابسه، ثم يرحل في مشهد سينمائي قديم

هي يعتقد حقاً إنه صائد مُحنّك؟ هل يصدّق نفسه؟

لا أتفاجأ ولا أتوقع الكثير من قناع

غدا هو اليوم مع إختلاف الوجوه

...

الأمل الخيالي: أن يحبني شخص ما أكثر من رعشته

Saturday, July 31, 2010

عشتار تتحدث عن نفسها


عشتار تتحدث عن نفسها (من كتاب لغز عشتار، لفراس السواح)

أنا الأول و أنا الآخر
أنا البغي و أنا القديسة
أنا الزوجة، و أنا العذراء
أنا الأم، و أنا الإبنة
أنا العاقر، و كثّر هم أبنائي
أنا في عُرس كبير و لم أتخذ زوجاً
أنا القابلة، و لم أنجب أحداً
و أنا سلوة أتعاب حَملي
أنا العروس و أنا العريس
و زوجي من أنجبني
أنا أم أبي، و أخت زوجي
وهو من نسلي

لولا تمرُّدها


لولا تحدّي حواء للإله، و طاعتها لعقلها

لولا كسرها التابو الذي وُضع لها

أكلت الثمرة..

تلك الثمرة المُحرّمة، الممنوعة بأمر الله

ثمرة المعرفة

أكلتها حواء

تمرُّداً و تفرُّداً

استكشاف اللذة..الألم

الخروج عن النص، نص الوصية الجوفاء

لو لم تتمرد حواء، لما عرفنا معنى الحياة...معنى الألم

الإنتظار

الإشتياق

الجوع

الشبع

العطش و الإرتواء

الشهوة .. الجنس

الحب

رفضت الحياة المُصمتة في جنة عدن

وإختارت الطريق الآخر

لم تتردد

أكل آدم بعدها بكامل إرادته عندما عرضت عليه

ثم باعها حين سائله الإله .. باعها كعادته في كل العصور

قال للإله: لا ذنب لي، تلك المرأة التي أعطيتني إياها جعلتني عاصٍ

فلعنها الله، و قال لها: رجُلِك يسود عليكي

ثم لعن الله العقل و جعله يزحف على الأرض

فلم تأبه حواء و قبلت نتيجة إختيارها

وغفرت لآدم

وأحيتنا جميعا

تلك التي قيل عنها ناقصة عقل

تلك التي التفحت بحكمة الكون... المُصوّرة على هيئة شيطان

حيّة

لولا حواء و تمرُّدها لما كُنّا و ما كانت الحياة


الأسطورة موجودة في أول ثلاثة إصحاحات من سفر التكوين في التوراة

مراد حسني

31 يوليو 2010