لم أعد أنا

أأنا من هذا العالم؟
عالم غريب و خبيث، لا أدري عن كنهه شيئاً
مهما سافرت و قابلت و حادثت و عاشرت، فالجميع أقنعه
والحكومات أقنعه
والأوطان أقنعه
و من كثرة الأقنعة، سقطت من على جبل الإنسان الطبيعي
ودُفنت أجزائي وسط أقنعة هذا العالم، لم أعد أتنفس
من أنا؟
من أنا مما علق علي جبيني من أقنعة؟
ما الحقيقة؟
من أنتم؟
أرى في الأفق البعيد إنساناً طبيعياً، له من الأقنعة واحداً،،، نفسه
أراه لكن ليس الآن
أبصره فقد صار قريبا
وعندما إقترب
إبتعد الجميع عنه، ولاموا كينونته و شخصيته
فقد إعتادوا على ماهم عليه، و رفضوا كل ماهو آخر
بكيت يا صديقي عندما رأيت هذا
فما الحيلة؟
أأفصل لك قناعا لترتديه حتى تدخل وسط هذا المجتمع؟
أم أتركك تترك هذا المجتمع
هذا العالم
بما فيه من نفاق
أأرحل معك و أترك حُلتي الغالية؟؟ تلك التي قمت بتفصيلها على مدار سنوات عند ذلك الحائك الماهر المُسمي بالخداع
لا ترحل
لا ترحل يا رسول الحقيقة و الصدق
ربما أصبح توأمك
وربما لا
فأنا لم أعد لي

من أنا؟