Friday, July 30, 2010

شتاء


ليل مُمطر
والطريق خال من المارة
رجل يجري ببطء إلى منزله
سيارات تشق طريقها وسط بركة المياة في منتصف الطريق، لا يظهر من بداخلها لغزارة المطر
إمتزج المطر بتراب الطريق و أصبح طينا، تغرس فيه قدميك كرمل البحر
يتسلل الهواء البارد إلى جسدك و رئتيك و عينيك، و يُصبح لون أنفك كالدم
تدخل إلى منزلك و تصعد درجات السلم في تعب
تفتح الباب
تأخذ حماما ساخنا، و ترتدي ملابس النوم
تسير بهدوء مُتجها إلى السرير، لترتاح
بجانب حبيبتك
تقترب من جسدها الذي يشع دفء و تحتضنها فتشعر أن آلام جسدك ووحدتك تُفارقك تدريجياً
تستنشق رائحة شعرها، فتتنهد هي كما لو كانت تقول: أحبك
تنتابك رغبة في البُكاء الصامت ولا تدري لماذا
فالذكريات تتزاحم أمام عينيك
تلك الطفولة البائسة،،، لم تجد حينها من يحتضنك ليحميك من البرد أو لينزع عنك خوفك
فتستسلم لذكرياتك،،، و تبكي
تشعر بك، وتلتفت إليك، لتقبل جبهتك و تضمك إليها بقوة
فهي تعلم كم عانيت من تعب الحياة
فتعود كالطفل الصغير
وتنام في هدوء
بلا تفكير في الغد
ولا الأمس
وتتمني لو يتوقف الوقت عند تلك اللحظة

مراد حسني

No comments:

Post a Comment