Friday, July 30, 2010

إنتظرها



بكوب الشراب المرصّع باللازورد إنتظرها

على بركة الماء حول المساء و زهر الكولونيا إنتظرها

بصبر الحصان المعد لمنحدرات الجبال إنتظرها

بذوق الأمير الرفيع البديع إنتظرها

بسبع وسائد محشوة بالسحاب الخفيف إنتظرها

بنار البخور النسائي ملء المكان إنتظرها

برائحة الصندل الذكرية حول ظهور الخيول إنتظرها

ولا تتعجل

فإن أقبلت بعد موعدها إنتظرها

و إن أقبلت قبل موعدها فإنتظرها

ولا تجفل الطير فوق جدائلها، فإنتظرها

لتجلس مرتاحة كالحديقة في أوج زينتها، فإنتظرها

لكي تتنفس هذا الهواء الغريب على قلبها،، فإنتظرها

لترفع عن ساقها ثوبها غيمة غيمة،، فإنتظرها

وخذها إلى شرفة لترى قمرا غارقا في الحليب، فإنتظرها

وقدم لها الماء قبل النبيذ

ولا تتطلع إلى توأمي حجل نائمين على صدرها

و إنتظرها

ومس على مهل يدها عندما تضع الكأس فوق الرخام

كأنك تحمل عنها الندى، و إنتظرها

تحدث إليها كما يتحدث ناي إلى وتر خائف في الكمان

كأنكما شاهدان على ما يعد غد لكما

وإنتظرها

ولمّع لها ليلها خاتما خاتما

وإنتظرها إلى أن يقول لك اللليل: لم يبق غيركما في الوجود

فخذها برفق

إلى موتك المشتهى

وإنتظرها



محمود درويش


بصوته و نغمات ثلاثي جبران الوترية

http://www.youtube.com/watch?v=W9-t2Vi8iyk

No comments:

Post a Comment