Friday, July 30, 2010

ذكرى فقدان صديق...أوراق قديمة


لا أعرف كيف أبدأ ..

كنت أرتب أوراقي هذا المساء، و إذ بي أجد حافظة أوراق غطتها الأتربة، مسكتها في يدي ، ولم أتمالك نفسي، و سعلت لكثرة الأتربة، يبدو إنها في نفس المكان منذ سنوات.. نفضت الغبار من عليها و فتحتها..

أوراق قد تمزق بعضها، و لم يعد قابل للقراءة، و لكن في أخر مجموعة الأوراق وجدت ورقة في حالة جيدة.

التقطتها و جلست بها على مكتبي، و ارتديت النظارة لأقرأ ما كُتب بها ، عرفت إنها تخصني ، من مذكراتي القديمة بدأت أقرأها ، و كما لو كانت الذكريات تعود في شريط متلاحق أمام عينيّ

سأنقل لكم ما كان مكتوبا في الورقة.. التي لم أجد لها عنوان سوى “ذكرى فقدان صديق”

“هل تُصدق إن قلت لك أن كل الأشخاص هم عبارة عن أقنعة زائفة..ارتدوها لفترة ، ولكن مع توطد معرفتك بهم يسقط هذا القناعشيئا فشيئا، وتتكشف شخصيتهم الحقيقية لك.

وتختلف طريقة سقوط هذا القناع حسب طريقة تعاملك مع الأشخاص، ومدى ارتباطك بهم، و ارتباطهم بك.

ربما يسقط القناع فجأة، وتكون بمثابة صدمة قوية لنا…أو قد يسقط هذا القناع على مراحل، فتكون عالم إنك ستكتشف حقيقة الشخص، ولكنك تضحك على نفسك، وتبقى متعلق بخيوط الأمل..

تبقى متعلق بإحتمال أن تكون خاطيء في حكمك عليه.

يتكرر سقوط القناع عن معارفنا كثيرا جدا، و من كثرة تكراره تكتشف أنه من ثوابت الكون.

و تجد نفسك مغمور بشعور غريب، وهو الترقب..فكلما تعرفت إلى شخص ما.. تُصبح في حالة ترقب للحظة التي سيسقط فيها قناعه، وتكتشف حقيقته الزائفة..

حقيقة أنه ليس صديقك.. و ليس حبيبك، ولا علاقة لك به.. بل تكتشف أنه شخص غريب عنك تماما ، لم تعرفه من قبل.

لا أعرف إن كنت سأتمكن من وصف الشعور الذي خامرني لحظة فقدان صديق.. ولكني سأحاول

لم يكن حزن ..ولكنه أقرب إلى الحسرة.. حسرة على ما ضاع من وقت كنت أعتقد فيه أن هذا الشخص هو من سألجأ له في أي وقت، ندم على المشاعر التي راحت هباء.. مشاعر لم تكن في مكانها الصحيح

تفكر للحظات كيف أمكنه أن يفعل بي هذا ؟ و لماذا ؟ ما هو خطأي ؟

ولكن سرعان ما تتدارك الأمر عندما يتكرر معك كثيرا و كثيرا و كثيرا

تكتشف إنها ليست مشكلتك، و ليست مشكلة الآخرين .. ولكنها مشكلة الجمع بينك و بين الآخرين .. كل منا جيد على حده ، و لكن عند ارتباطنا بعلاقة صداقة أو حب .. يحدث تفاعل و تتطور الظروف و الأحداث بما لا يشتهيه أي من الطرفين

كما هو الحال في المركبات الكيميائية .. كل مركب على حده في حالة سكون ، و لكن عند خلطهما .. نرى الفوران..وهذا هو التفاعل .

تقف بعد فترة متسائلا .. هل أصبحت وحيدا ؟ هل أنا بمفردي الآن ؟

أين أصدقائي و أحبائي ؟؟

لماذا الكل يكذب و الكل غير آهل للثقة ؟

لماذا يقابل الناس حبي و تقديري بالخداع والأقنعة الزائفة ؟

لماذا يزداد الناس شرا ؟

لماذا ؟؟

تتحول إلى آله في التعامل مع الآخرين .. وكلما قابلت شخصا أراد التقرب لك ..

تجد لسان حالك يقول :

” آسف لم أعد أستطيع مصادقتكم .. آلامكم لم احتملها في الماضي ، وانا غير مستعد لتلقي جراح آخري ، لا أعلم كم من الزمن ستستغرقني لتشفى .. لإني لا أعلم كم من الزمن متبقى من عمري”

مراد حسني
10/4/2010

No comments:

Post a Comment