Friday, July 30, 2010

من قهر المرأة



كانت اليهودية تسمح بالطلاق، و لكن هناك حالتين كان الطلاق ممنوعاً في كلتيهما..

الحالة الأولى:
في سفر التثنية، الإصحاح الثاني و العشرين
إذا إتخذ رجل إمرأة، و حين دخل عليها، أبغضها، و أشاع عنها إسما رديّاً، و قال: هذه المرأة لما دنوت منها لم أجد لها عذرة (أي لم تكن عذراء). فيأخذ الفتاة أبوها و أمها و يخرجان علامة عذرتها إلى شيوخ المدينة إلى الباب (باب المدينة هو مكان تجمع الشيوخ و القضاة)، فيأخذ شيوخ تلك المدينة الرجل و يؤدبونه، و يغرمونه بمئة من الفضة يعطونها لأبي الفتاة، وتكون الفتاة له زوجة طوال أيام حياته لا يقدر أن يطلقها.


والحالة الثانية: (في نفس السفر و الإصحاح)
إذا وجد رجل فتاة عذراء غير مخطوبة، فأمسكها و إضطجح معها، و تم إكتشاف ما حدث، يُعطي الرجل خمسين من الفضة لأبي الفتاة ، ولأنه أذلها فتكون له زوجه لا يقدر أن يطلقها كل أيامه.

في الحالتين هناك عامل مُشترك، أن الشريعة أرادت أن تُعاقب الرجل، و لكنها لم تضع في الحُسبان أنها تقضي على حياة تلك المرأة إلى يوم مماتها
ففي الحالة الأولى، رجل أشارع كلام و سباب عن زوجته، و إتهمها بالخيانة و ما إلى ذلك، و فضحها في المدينة أمام الجميع،، فجاءت الشريعة لتجعل تلك المرأة، زوجة له طوال أيام حياته و حياتها، و هي لا حول لها ولا قوّة، فقد أُجبرتها الشريعة على الخضوع لهذا النذل طوال حياتها، بلا تقدير لمشاعرها ولا كرامتها في المدينة
وفي الحالة الثانية: رجل وجد الفتاة و أمسكها و إضطجع معها، و لمن لا يعرف لغه العهد القديم، فإن إضطجع معها أو عرفها تعني ممارسة الجنس، ولكن لاحظ كلمة أمسكها،، تدل على أنه مارس معها الجنس بالقوة، أي بإختصار: إغتصبها
فكيف تُعاقبه الشريعة إن كانت تلك الفتاة غير مخطوبة؟؟
تجعل الشريعة هذا الرجل يتزوج تلك الفتاة التي اغتصبها، ولا يقدر أن يُطلقها كل أيام حياته
أي أن الشريعة تُجبرها على أن تنظر كل يوم ، و طوال اليوم في وجه ذلك الكلب الذي إغتصبها يوما ما، و تحمل إسمه و تنجب منه و تخضع له
أضف إلى كل ذلك أنه كان مُجتمع يسمح بتعدد الزوجات، و ليس الأزواج
ففي النهاية الرجل لن يتضرر في شيء، فهو سيتزوج الفتاة في الحالة الأولى أو الثانية، و يمكنه أن يتزوج بجانبها مجموعة أخرى من الفتيات

أين فتاة الحالة الأولى و الحالة الثانية في الشريعة؟؟ عاملتهم الشريعة كما لو كن تماثيل من حجر، لا كرامة لهن ولا مشاعر ولا أي شيء
نظرت الشريعة للرجل فقط، و لم تنته بذلك إنها تدهس كيان الفتاة تحت أقدام الشيوخ و القضاة و ذلك الزوج الوضيع


ملحوظة: كلمة أمسك في العبرية هي: طَفَس، و معانيها المختلفة هي:
يأسر، يتلاعب، يمسك، يُفاجيء، يأخذ بالقوة
To manipulate, that is, seize; chiefly to capture, wield; specifically to overlay; figuratively to use unwarrantably: - catch, handle, (lay, take) hold (on, over), stop, X surely, surprise, take.


المراجع
العهد القديم، سفر التثنية
Strong’s Hebrew dictionary

مراد حسني 20 يونية 2010

No comments:

Post a Comment