Friday, July 30, 2010

واقع/خيال


زغاريد، أصوات متداخلة
جو مُبلل بعرق الحضور،، مُلبد بمحاولات التباهي و المنظرة
لاهم لهم سوى أداء ذلك الواجب الروتيني للتهنئة
البعض في محاولات إصطياد كائن / كائنة من الجنس الآخر
أنظر إلى كم الألوان غير الطبيعي الذي يغطي تلك الجلود الخاوية التي أمامي
كل شيء يُشعرني بالغثيان
أنظر إلى يساري،، أراه..
إنه زوجي، أو من سيصبح زوجي بعد قليل
أنا ماريان، فتاة عادية لست قبيحة، و لست ملكة جمال، في منتصف الثلاثينيات من عمري
تعبت من نظرات أمي إلى، نظرات تتهمني بالعنوسة، زيجات قريباتي الصغيرات..
إهتممت بدراستي و عملي، ففاتني القطار (كما تقول والدتي)
كل هذا بدأ حينما دخلت أمي ووجهها منيرا من الفرحة
قالت: سعد إبن خالتك حنان وصل من الإمارات، و عايز يتجوز و يسافر تاني،، وحنان كلمتني عشان نقابلكم ببعض و اللي فيخ الخير يقدمه ربنا.
تسابقت الأحداث بعد ذلك و لم أدر بنفسي إلا و أنا جالسة معه في هذا الكازينو النيلي، كما لو كان سيناريو فيلم أكل عليه الزمن و شرب.
كان يتحدث كثيراً، و أحاول إصطناع إبتسامة على شفتي، بمجهود خرافي
فقد كان إنساناً لزجاً، لم أحتمل دعاباته السخيفة، ولا الطريقة التي كان يغازلني بها، فهي أقرب لأم تدلل طفلها ذي الحولين
زيارات عائلية، نزهات ، سخافات ، روتينيات
ها أنا الآن أجلس بجانبه، و بعد قليل سيصبح زوجي، الذي لا يمكن الإنفصال عنه أبدا،، فما جمعه الرب، لا يفرقه إنسان.
لم يكن هذا حالي أبداً...
أكرهك أيها المجتمع لما تفعله بي
دفنتموني وأنا أتنفس لمجرد عاداتكم و تقاليدكم المقيته
ونظرتكم الغبية للمرأة
نظرت إليه مره أخرى، ثم أغمضت عيني و أشحت بوجهي إلى أسفل
سقطت الدموع من عيني، أشفق على نفسي و على حياتي
فتحت عينيّ، إنتصبت واقفة، و صرخت في تلك الجموع المتلاصقة بقوة
وألقيت الدبلة في الهواء، و رفعت فستاني قليلاً و إنطلقت خارجة من الكنيسة أجري بلا وجهة
أهرب من هذا المجتمع المريض، الذي كان يقودني إلى ما يشبه السجن، لمجرد إني في منتصف الثلاثينيات
جعلوني أقبل الزواج بشخص لا أحبه ولا أحتمله، و لكن لا
سأعيش حياتي، سأتمتع بها بعيداً عن قيود و تقاليد و عادات هذا المجتمع، و ليكن ما يكون
فأنا سأحيا مرة واحده فقط
وقفت أتنفس الهواء الطلق في الشارع و أغمضت عيني
يد تمتد إلى كتفي، ففتحت عيني..
خدي يا حبيبتي منديل،،، هكذا قالت أمي
نظرت حوالي وجدتني في الكنيسة
بجانب هذا الرجل
وسط أولئك الحيوانات المتوحشة
ياليتني كنت أمتلك الشجاعة لتحقيق ما سرحت به
ها هي مرحلة جديدة من التخيل سأعيشها في حياتي هروبا من الواقع الأليم المفروض عليّ

مراد حسني
2 فبراير 2010

No comments:

Post a Comment