Friday, July 30, 2010

الطوفان و فلك نوح....و لكن؟



قصة الطوفان، و الفلك الذي بناه نوح،، ومصدرها الأصلي....ملحمة جلجامش
الشخصيات في هذا الجزء:
أوتنابشتيم: الموازي لنوح
جلجامش: بطل الملحمة
بقية الأسماء هي أسماء لآلهة، أو لمدن
والنص المذكور هنا، ورد في اللوح الحادي عشر من ألواح الملحمة

للوح الحادي عشر

العمود الأول:
فقال له جلجامش، قال لأوتنابشتيم: (أنظر إليك يا أوتنابشتيم. شكلك عادي وأراك مثلي. قد صورك لي جناني بطلاً على أهبة القتال، ولكن ها أنت مضطجع على جنبك أو قفاك. فقل لي، كيف صرت مع الآلهة ونلت الحياة؟) فقال له أوتنابشتيم، قال لجلجامش: ((جلجامش، سأكشف لك أمراً خبيئاً، وأطلعك على سر من أسرار الآلهة. شوريباك، مدينة أنت تعرفها، ترقد على ضفة نهر الفرات. لقد شاخت المدينة، والآلهة فيها. فحدثتهم نفوسهم، الآلهة العظام، أن يرسلوا طوفاناً. كان هناك، آنو، أبوهم. وإنليل المحارب، مستشارهم. وتنورتا، مساعدهم وإينوجي، ناظر قنواتهم وننجيكو – إيا، كان حاضراً أيضاً. فنقل (إيا) حديثهم إلى كوخ القصب: ((كوخ القصب، ياكوخ القصب، جدار يا جدار. إنصت ياكوخ القصب، وتفكر يا جدار. رجل شوربياك، يا ابن أوبارا – توتو. قوض بيتك وابن سفينة، اترك مملكتك، وانقذ حياتك، اهجر متاعك، وانقذ نفسك، احمل في السفينة بذرة كل مخلوق حي. والسفينة التي أنت بانيها، ستأتي وفق قياس مضبوط، فيتساوى طولها وعرضها. ثم غطها، كما هي المياه السفلى)). فلما تمليت القول، قلت لربي إيا: رويدك سيدي، إن ما أمرت به سيلقى الخضوع والتنفيذ. ولكن كيف أجيب (تساؤلات) المدينة والناس والأعيان؟)) فتح إيا فمه وقال، متوجهاً بالحديث إلى، أنا خادمة: ((إليك ما سوف تقوله لهم: لقد علمت أن إنليل يكرهني، وعلي بعد الآن مفارقة مدينتكم، وألا أدير وجهي نحو أرض إنليل. ولذا، فإني لهابط إلى الأبسو، فأعيش مع سيدي إيا، 42- الذي سيمطر عليكم (من بعدي) خيرات وافرة: طيوراً (من أفضلها) وأسماكاً (من أندرها). (ولسوف تمتلئ الأرض) بغلال الحصاد. وعند الغسق، رب العاصفة سيرسل مطراً من القمح ينزل عليكم

العمود الثاني:
وما أن لاحت تباشير الصباح، حتى تجمع الناس حولي. (أسطر مشوهة) جلب الأطفال لي القار، وجلب لي الكبار كل ما يلزم. في اليوم الخامس أنهيت هيكلها. كانت مساحة سطحها إيكو واحداً. ومائة وعشرون ذراعاً ارتفاع الواحد من جدرانها. أنهيت شكلها الخارجي وأكملته. ستة طوابق صنعت فيها. (وبذا) قسمتها إلى سبعة (أجزاء)، وقسمت الأرضيات إلى تسعة، وثبت على جوانبها مصدات المياه. زودتها بالمجاذيف وخزنت فيها المؤن. سكبت في الفرن ست وزنات من القار، وست وزنات من الأسفلت. ثلاث وزنات من الزيت آتى بها حملة السلال. واحدة استهلكها نقع مصدات المياه، واثنتان قام ملاح السفينة بخزنهما. ذبحت للناس عجولاً، ورحت أنحر الخراف كل يوم. عصيراً، وخمراً أحمر، وزيتاً، وخمراً أبيض، بذلت للصناع فشربوا كما من ماء نهر. احتلفوا كما في عيد رأس السنة. (....) الدهون، غمست يدي. (في اليوم السابع) أكملت السفينة. (إنزالها في الماء) كان صعباً....... من فوق ومن تحت. (حتى غاص في الماء) ثلثاها. كل ما املك حملت إليها. كل ما أملك من فضة، حملت إليها. كل ما أملك من ذهب، حملت إليها. كل ما استطعت من بذور كل شيء حي، حملت إليها. وبعد أن أدخلت إليها كل أهلي وأقاربي، وطرائد البرية ووحوشها، وأصحاب الحرف. حدد لي شمش وقتاً معيناً: ((عندما يرسل سيد العاصفة (حدد) مطراً مدمراً في المساء، ادخل الفلك وأغلق عليك بابك)). حل الموعد المضروب. في المساء، أرسل سيد العاصفة مطراً مدمراً. (قلبت وجهي في السماء) أراقب الطقس، كان الجو مرعباً لناظره. دخلت السفينة وأغلقت علي بابي. أسلمت قيادها للملاح بوزو- آموري. أسلمته الهيكل العظيم بكل ما فيه.

العمود الثالث:
وما أن لاحت تباشير الصباح، حتى علت الأفق غيمة كبيرة سوداء، يججلجل في وسطها صوت حدد، يسبقها شوللات وخانيش؛ نذيران عبر السهول والبطاح. إقتلع اريجال الدعائم، ثم أتى تنورتا وفتح السدود. رفع الأنوناكي مشاعلهم عالياً. حتى أضاء وهجها الأرض. بلغت ثورة حدد تخوم السماء، أحالت كل نور إلى ظلمة، والأرض (الفسيحة) قد تحطمت (كما الجرة) - (ثارت) العاصفة يوماً كاملاً. تزايدت سرعاتها حتى (غمرت الجبال). أتت على (الناس)، (حصدتهم) كما الحرب. عمي الأخ عن أخيه، وبات أهل السماء لا يرون الأ{ض. حتى الآلهة ذعرت من هول الطوفان، هرب جميعهم صعداً نحو سماء آنو. ربضوا عند الجدار الخارجي، ككلاب مرتعدة. صرخت عشتار كامرأة في المخاض. ناحت سيدة الآلهة، ذات الصوت العذب: ((لقد آلت إلى طين تلك الأيام القديمة، لأني نطقت بالشر في مجمع الآلهة. فكيف نطقت بالشر في مجمع الآلهة؟ كيف أمرت بالحرب تحصد شعبي، تدمر من أعطيتهم، أنا، الميلاد؟ وهاهم يملأون البحر كصغار السمك)) بكى معها آلهة الأنوناكي. تهالكوا وانحنوا يبكون، وقد حجبوا أفواههم (بأيديهم). ستة أيام وست ليال، الرياح تهب، والعاصفة وسيول المطر تطغى على الأرض. ومع حلول اليوم السابع، العاصفة والطوفان، التي داهمت كجيش، خفت شدتها. هدأ البحر وسكنت العاصفة وتراجع الطوفان. فتحت الكوة، فسقط النور على وجهي. نظرت إلى البحر، كان الهدوء شاملاً. لقد آل البشر إلى طين. كان الـ.. بمحاذاة السقف. تهالكت، انحنيت أبكي، وقد أغرقت الدموع وجهي. ثم تطلعت في كل الاتجاهات متطلعاً حدود البحر. على بعد اثنتي عشرة ساعة مضاعفة، انبثقت قطع من اليابسة. واستقرت السفينة على جبل نصير. جبل نصير، أمسك بالسفينة، منع حركتها. أمسك الجبل بالسفينة، منع حركتها، يوماً وثانياً. أمسك الجبل بالسفينة، منع حركتها، يوماُ ثالثاً، ورابعاً، أمسك الجبل بالسفينة، منع حركتها، يوماً خامساً وسادساً. وعندما حل اليوم السابع.

العمود الرابع:
أتيت بحمامة وأطلقتها. طارت الحمامة بعيداُ ثم عادت إلي. لم تجد مستقراً فعادت. ثم أتيت بسنونو وأطلقته، طار السنونو بعيداً ثم عاد إلي. لم يجد مستقراً فعاد. أتيت بغراب وأطلقته. طار الغراب بعيداً. فلما رأى الماء قد انحسر، حام وحط وأكل، ولم يعد. فأطلقت (الجميع نحو الجهات الأربع، وقدمت أضحية. سكبت خمر القربان على قمة الجبل. وضعت سبعة قدور وسبعة أخر. جمعت تحتها القصب الحلو وخشب الأرز والآس. كي تشم الآلهة الرائحة. شمت الآلهة الرائحة الذكية، فتجمعت على الأضحية كالذباب.


تحياتي
مراد حسني
22 يونية 2010

No comments:

Post a Comment